الصحافة

العودة الى القائمة

قمرة فتح أبواباً أمام أفكار وصداقات وآمال جديدة تنبأ بـ"عصر ذهبي للسينما العربية"، يقول صناع أفلام قطريون

12 مارس 2015

مؤسسة الدوحة للأفلام تختتم فعاليات الدورة الأولى من قمرة وسط أجواء ملؤها التفاؤل

الدوحة، قطر – 11 مارس 2015: “ضعوا أفضل المهرجانات والدورات التدريبية السينمائية في العالم في بقلاوة واحدة وستجدون قمرة“، هكذا لخصت صانعة الأفلام القطرية هند فخرو الحدث الجديد الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام حيث تختتم فعاليات ملتقى قمرة يوم الأربعاء بعد ستة أيام من الجلسات التدريبية الفردية والجماعية والندوات الدراسية وجلسات العمل الصباحية.

وتفاءل صناع الأفلام القطريون المشاركون بفتح ملتقى قمرة أبواباً إلى فرص جديدة وتسهليه لهم الوصول إليها، سواء كانت تخص إمكانيات الإنتاج المشترك، أو استشارات حول قصص أفلامهم، أو مبيعات الأفلام وتوزيعها، أو المشاركة في المهرجانات السينمائية الدولية.

وفي المجمل، اختير 29 مشروعاً لصناع أفلام قطريين وعرب ومن حول العالم للمشاركة في ملتقى قمرة الذي أتاح لصناع الأفلام فرصة غير مسبوقة لتعزيز أطر التواصل بينهم وبين أكثر من مئة منتدب من حول العالم ومن العاملين في مختلف مجالات قطاع صناعة الأفلام. كما أتاح ملتقى قمرة للجمهور فرصة مشاهدة أفلام مميزة من أعمال الخبراء السينمائيين في قمرة الذين قدموا ندوات دراسية، إلى جانب عرضه مجموعة من أعمال أصوات جديدة في عالم السينما.

وخلال أسبوع قمرة، أتيح لأصحاب عشرة مشروعات قطرية قيد التطوير المشاركة في جلسات توجيهية فردية بعنوان “قابل الخبير السينمائي في قمرة” مع كل من غايل غارسيا بيرنال، وكريستيان مونجيو، وعبد الرحمن سيساكو، وإيليا سليمان، ودانيس تانوفيتش.

وفي خلقه فضاءً لعقد الاجتماعات ما بين صناع الأفلام، كانت أولوية الدورة الأولى من ملتقى قمرة طرح نموذج جديد في المنطقة لدعم جيل صاعد من المواهب من خلال “منصة حقيقة لتعزيز أطر التواصل” حسب الخبراء.

وسيظهر الأثر الحقيقي لقمرة خلال الأشهر القليلة القادمة بعدما يواصل صناع الأفلام العمل على مشروعاتهم مسلحين بعيون جديدة وذخيرة معرفية استقوها من الخبراء في صناعة الأفلام.

“سأمنح 150 بالمئة مما لدي” قالت فخرو وأضافت، “حيث سأُسخر كل ما استفدته من قمرة في خدمة مشروعاتي القادم.” وقالت أن المدهش في قمرة هو إتاحته لها اللقاء بأبرز العاملين في صناعة الأفلام الذين يصعب الوصول إليهم في العادة، “أتيحت لي فرصة السؤال عن أي شيء يخص الأفلام، فهل من مكان آخر يتيح لي فرصة أن يدقق فائز بجائزة الأوسكار في سيناريو فيلمي؟”

وقالت فخرو أن أحداثاً كقمرة تسارع من وصول العالم العربي إلى“عصر ذهبي للسينما”. “لم لكن لأحلم قبل عشر سنوات بالجلوس مع الخبراء هنا في الدوحة. ومما يساعد كثيراً هو فهم منظمي قمرة لإحتياجات صناع الأفلام.” وكان مشروع فيلمها “باريجات“، الذي تدور أحداثه حول إمرأة قطرية وهي تتصدى للتحديات التي تواجهها عندما تتولى إدارة شركة العطور العائلية، قد اختير ضمن مشروعات قمرة.

وقالت نورة السبيعي، التي اختير مشروع فيلمها “سراب“ ضمن مشروعات قمرة، أن الملتقى كانت بمثابة “جسر بين السينما القطرية والعالمية.” وفي تثمينها قمرة لإتاحته الفرصة للقاء بالخبراء والعاملين في صناعة الأفلام، قالت السبيعي أن قمرة “ترك علامة في تاريخ دعم تطوير الأفلام العربية.”

وقال خليفة المريخي، صاحب مشروع فيلم “سحاب“ عن مجموعة من الأصدقاء التائهين في الصحراء في بحثهم عن صقرهم الضائع، أن قمرة وفر منصة قوية للتعلم أكثر عن جميع جوانب صناعة الأفلام، لكن الأهم من ذلك هو إتاحته التبادل المعرفي حيث تعلم صناع الأفلام القطريون والخبراء الزائرون من بعضهم البعض. وقال أن عنوان الملتقى يلخص أهدافه، “نظرنا من خلال قمرة (كاميرا) إلى أنفسنا والآخرين كما نظر إلى الآخرون من خلال قمرة.”

وفي حديثها عن تجربتها في المشاركة في قمرة، قالت شيخة آل ثاني صاحبة مشروع فيلم “النهر الأخير“ الذي اختير ضمن مشروعات قمرة: “لقد كانت تجربتي عظيمة، حيث تعلمت الكثير من الكاتبين والمخرجين الآخرين كما تعرفت أكثر على جوانب الأفلام الفنية والتجارية بفضل المنتجين ووكلاء المبيعات والتوزيع، وعلى كيف يعمل عالم السينما. لم أتوقع أن تكون هناك فرص كثيرة للتفاعل، وكان لي الشرف العظيم في لقاء مختلف الخبراء والتفاعل مع صناع الأفلام الآخرين. ومن الدروس التي تعلمتها خلال قمرة أن الكثير من الفرص ستتاح فقط لو ثابرنا في محاولاتنا. أنا فخورة لكوني جزء من ركب السينما العربية وهي تمضي إلى الأمام.”

ووجد دافع البحث عن الذات، الذي يظهر في عديد من أفلام الخبراء السينمائيين المعروضة في إطار قمرة، صدى عند صناع الأفلام القطريين، حيث قال محمد المحميد “لم يكن الأمر كما لو أنني فقدت الصلة بجذوري“، الذي يروي مشروع فيلمه “قوة خارقة“ قصة أسرة مفككة في سعيها وراء السعادة. وأضاف “مكنني قمرة من التوسع بعالمي إلى ما هو أبعد مما تصورته”. وقال أن الملتقى ساعده بطريقتين، “أولهما كان كيفية التعامل مع سيناريو الفيلم، وثانيهما التواصل مع ناس لم ألتقي بهم قبلاً في حياتي.”

وقال عبد الملا، مخرج فيلم “شارع المطار القديم“ الذي عُرض ضمن عروض أفلام أصوات جديدة في عالم السينما، واختير مشروع فيلمه “العيون الخضراء“ عن معاناة مصاب بالغيبوبة ضمن مشروعات قمرة، أن أهم ما في ملتقى قمرة كان إتاحته المجال أمام التعرف على الجوانب غير الإبداعية لصناعة الأفلام، وهي جوانب كانت قد أتعبته في السابق وأضرت بصحته.

“كصانع أفلام، أود لو أركز فقط على فني وعلى الجوانب الإبداعية للعمل، إلا أن صناعة الأفلام لا تقتصر عليها حيث لا بد من فهم الجوانب الأخرى ، الأمر الذي من الممكن أن يكون مبعثاً للقلق وللتوتر. وبالنسبة لي، لطالما شعرت بأن ذلك يشكل عبئاً إضافياً، وفي قمرة تعلمت الكثير عن هذه الجوانب”. ويأمل الملا أن يسهل كل ما تعلمه في الملتقى من حياته كصانع أفلام.

وعلى الجانب الإبداعي، نُصح الملا بتبسيط قصص أفلامه والعمل على جعلها تلقى قبولاً أكبر عند جميع الناس حيث تميل، حسب وصفه، إلى “التجريد“، إلا أنه سيحتفظ بحق اتخاذ القرار النهائي في هذا الخصوص وفق البنية والأسلوب اللذان ينوي اعتمادهما في رواية قصة فيلمه. وهنا، قال الملا، يكمن جمال قمرة. “أستطيع المحافظة على فرديتي وخصوصيتي كصانع أفلام، وفي نفس الوقت، سماع أراء متباينة ومغايرة.”

وقالت مريم مسرواه، صاحبة مشروع فيلم “ليس أمامنا وقت“ الذي يتناول قصة مجموعة من الأطفال وما يحل ببساطتهم عندما يكبرون، أن قمرة وفر منصة “ لإجراء نقاشات معمقة مع الخبراء والاستفادة من ردود فعلهم، حيث التقيت بصناع الأفلام، والمنتجين، وخبراء السيناريو الذين نصحوني وساعدوني في الوصول إلى فهم أفضل لصناعة الأفلام.”

وقالت هيفاء المنصور، مخرجة العمل الريادي “وجدة“ الذي صورته بالكامل في السعودية، والتي تولت نصح وتوجيه أصحاب عدد من مشروعات قمرة، أن “الملتقى يمثل مجهوداً حقيقياً لزرع بذور سينما جيدة. اختيرت جميع المشروعات المشاركة بعناية وكثير منها من أعمال سيدات وتتناول قضايانا بشكل رائع، حيث أنها مستمدة من الحياة الحقيقة لمجتمعاتنا.”

وأضافت، “قمرة مركز رئيسي للسينما في منطقة الخليج لتتقدم وتتطور. لم تكن الأفلام هنا في الماضي على مستوى عال ولذا أحجمت الجماهير عن مشاهدتها إلا أننا نأمل أن يتغير ذلك اليوم.”

وكانت الكلمة الأخيرة لطالبات قطريات متحمسات لترك بصمتهن على الإخراج، حيث حضرت كل من عائشة الشماخ، وهيا الرامل، وعهود بني نصر، وشوق شاهين، من جامعة قطر عدداً من جلسات قمرة حيث استلهمن منها الرغبة في مواصلة العمل على مشروعات أحلامهن مسلحات بما تعلمنه.

ومن الدروس التي تعلمنها تحويل الأفكار إلى قصص لا تصعب على التصديق، وتصوير اللقطة المثالية، والاستفادة ليس من المخرجين فحسب بل من الممثلين من أمثال غايل غارسيا بيرنال، أحد الخبراء السينمائيين في قمرة، وأن الإبداع في الفيلم هو في العادة ثمرة التعاون والعمل الجماعي.

كما أكدن على رغبتهن في المشاركة في مهرجان أجيال السينمائي بعدما تعلمن الكثير عن صناعة الأفلام في قمرة.