الصحافة

العودة الى القائمة

جيم شريدان: الأفلام مرآة الحقيقة التي تساعدك على التحري عن نفسك

03 مارس 2024

Download PDF

288 kB

تحميل البي دي أف

الدوحة، قطر، 3 مارس 2024: قدم خبير قمرة السينمائي جيم شريدان، المؤلف والمخرج والمنتج الإيرلندي الذي رسمت أفلامه بعضًا من أكثر الفترات العصيبة في تاريخ إيرلندا الحديث، رؤيته السينمائية للجمهور، حيث يرى السينما بمثابة انعكاس للحقيقة وتختزن مستوى من “العنفوان الروحي”.

في ندوة سينمائية في ملتقى قمرة، الحاضنة السينمائية السنوية للمواهب من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، أضحك شريدان الجمهور بقصصه الذكية، وكثيرًا ما أثنى على ملاحظاته الصادقة حول الحياة والسينما.

المخرج المرشح لجائزة أوسكار، أسس مهرجان دبلن للأفلام العربية في عام 2014 بالتعاون مع زهراء مفيد، بهدف تمكين الجمهور الإيرلندي من الاستمتاع بأفضل الأفلام العربية الجديدة والكلاسيكية التي تم إنتاجها على الإطلاق. وأوضح “لا أزال أحاول معرفة كيف أوصل رسالتي إلى الآخرين وتقديم مفاهيم فريدة حول الشعب والثقافة العربية”.

بشأن التشويه والدعاية، خاصة في أعقاب النزاعات الحالية، واستنادًا إلى كيفية إعادة بناء مشاهد الصراع في إيرلندا في أفلامه، قال: “الناس لا يدركون أن عدم العنف يحمل نفس مستوى الشدة كما في الحرب، إنها طريقة أخرى للقتال. العنف هو شيء ينفي ذاته ولكن الناس يُدفعون إليه، لأنهم لا يعرفون في كثير من الأحيان ماذا يفعلون غير ذلك”.

وصف شرديان فيلم “كازابلانكا“ بأنه “أفضل فيلم دعائي تم إنتاجه على الإطلاق” وأيضًا “أفضل فيلم تم إنتاجه على الإطلاق“، وقال: “الفن يمكن أن يكون في خدمة الصواب أو الخطأ. إلى جميع الفنانين ومرودي الدعايات، يجب أن تكون الدعاية في خدمة فكرة نبيلة لتقدم البشرية بدلاً من وضع جانب ضد الآخر.”

وأضاف: “ لقد دفعني مسلسلي الوثائقي “جريمة في الكوخ” إلى السؤال عن معتقداتي الخاصة وطرق نظري إلى العالم أكثر من أي ميزة أخرى. لا تمتلك هنا نوعًا من التحكم كما في فيلم السينما، لكنه أمر جيد للغاية للتحري عن نفسك”.

وأشار في حديثه إلى أنّ حبه للسينما بدأ في سن مبكرة عندما رأى مشغل فيلم لأول مرة. “أتذكر أنني كنت مرعوبًا منه، ولكن منذ ذلك الحين فقط أصبحت مفتونًا بالجوانب التقنية للسينما. ما زلت أعتقد أن سحر مشاهدة فيلم على مشغل بسرعة 24 إطارًا في الثانية مختلف بصريًا وروحيًا. فله تأثير مغناطيسي، ونحن نعلم بأنه لا يوجد تلاعب في الصور.”

وقال “إن الثنائية الحقيقية في السينما ليست بين “العقلية والسرد“، ولكن بين “الإيمان والشك”. إذا شاهدت فيلمًا ولم تؤمن به، فإنه يتحطم ويتلاشى”.

وفي حديثه عن تجربة فيلمه الطويل الأول “قدمي اليسرى (1989)“، وهو فيلم سيرة ذاتية يستند إلى مذكرات كريستي براون التي كانت تعاني من الشلل الدماغي، ذكر شريدان إنه اندهش عندما رأى شابان في سوق واقف بالدوحة يقدمان الرعاية والاهتمام لشاب من ذوي الإعاقة، “أعتقد أن الناس في الثقافة العربية يحترمون ذوي الإعاقة”.

بصفته صانع أفلام، يستكشف شريدان المشاعر التي تتجاوز الكلام، لأن الكلمة المنطوقة لها حدود. وأضاف إنه يفضل عدم اتباع لوحات القصص، لأنه يفكر في العواطف أولاً. “كل المشاعر غير مرئية، لذلك إذا كنت تحاول التقاط ما هو غير مرئي في كل عنصر مرئي، فإنك تقلل من حرية الممثلين في الحركة، وتعيق قدرتهم على نقل المشاعر بطريقة دقيقة للغاية”.

وعن فيلمه “باسم الأب“، قال إنه تأثر بشكل كبير بفيلم جيلو بونتيكورفو “معركة الجزائر”. “لقد كان فيلمي المفضل أثناء نشأتي، ولا أعتقد أنه كان هناك حينها فيلم يعكس عالم الحروب بشكل جيد. كان هذا الفيلم يمثل مرجعاً بالنسبة لي. فأنت تستند دائمًا إلى أمجاد العمالقة.

في افتتاح الفيلم في دبلن، قال شريدان للجمهور أن باتريك كونلون، الذي يلعب دور والد جيري كونلون، كان “والدي“، تمامًا كما كانت الأم في فيلم “قدمي اليسرى” بمثابة والدته. وختم: “صفق الجميع لوالدي وصعد على المسرح وعانقني وهمس في أذني: “أنا أحبك”. كانت تلك المرة الأولى والأخيرة التي قال فيها ذلك. لم أره بعدها فقد توفي بعد أسبوعين”.