أنهى الفنانون القطريون رسم لوحاتهم في معرض “ألوانهم قطرية” الذي يستمر حتى 25 ديسمبر في مركز واقف للفنون.

والآن وقد أنهوا لوحاتهم الفردية، سيحوّل الفنانون انتباههم إلى الرسم على لوحة كبيرة مشتركة، سيعبرون عليها عن مشاعرهم تجاه بلدهم قطر. الفنان الهندي مقبول حسين، الذي مُنح مؤخراً الجنسية القطرية، سيضيف الانسجام من خلال لمسة نهائية، بين الرسوم.

بإمكان الزوار مشاهدة عملية الرسم مباشرة في سوق واقف في أي وقت يناسبهم هذا الأسبوع.

إحدى الأمور التي يجب ألا تفوت أي زائر هي الدردشة مع الفنان علي الشريف. انضمت مؤسسة الدوحة للأفلام إلى علي الشريف في صالون المعرض، حيث ملأ المكان بمزاحه ومرحه وضحكاته.

ولكنه بدا جدّياً حين سألناه عن فنه.

“أحب أن أرسم أي شيء له علاقة بالطبيعة… كالصحراء، والنباتات الصحراوية، والحياة الحيوانية، ونشاطات الانسان في الصحراء، الأحصنة، والمها…إلخ”.

لكن موضوعاً مزعجاً كان يلوح في الأجواء…

“يجب على أحدهم إيقاف اجتياح الحضارة للصحراء“، وأضاف “الصحراء جميلة ولكن الحجارة بدأت تأكل أجزاء منها، وهذا يؤثر على الحياة الحيوانية والنباتية”.

ثم بدا وكأنه يتحدث إلى نفسه، حين قال “كانت الحياة أجمل وأصدق من قبل، كانت حياتنا بسيطة، وصحراءنا أجمل”.

سألناه “هل أنت مناهض للعولمة؟”.

أجاب “لا لست كذلك، لكن يجب الحفاظ على طبيعتنا من زحف الحضارة“، وأضاف “…يجب وضع خط أخضر كما في أميركا وبريطانيا، هذه ليست سياسة خاطئة”.

شاهد اللوحة العملاقة وهي تأخذ شكلها النهائي، وتحدث إلى الفنانين، طوال هذا الأسبوع في مركز واقف للفنون.

أوقات ذهبية بانتظار الفنانين القطريين وجميع الفنون القطرية!

فالدوحة عاصمة الثقافة العربية هذا العام، وبعد أسابيع قليلة من مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي الثاني، هناك مناسبة أخرى تحتفي بالفنون والتراث القطرييْن.
هذا الحدث الجديد الذي ينظمه مركز التطوير الثقافي التابع لمؤسسة قطر، هو مزيج من ورشات عمل ومعارض تحت عنوان “ألوانهم قطرية“، تستمر من 1 إلى 10 ديسمبر، في مركز واقف للفنون، بمناسبة اليوم الوطني (18 ديسمبر)، حيث سيتمكن الزوّار من التواصل مع الفنانين مباشرةً.
فكرة هذا الحدث تتلخص في جمع 10 رسامين رائدين قطريين تحت سقف واحد. المطلوب من كل فنان رسم لوحتين خلال 10 أيام، كل في مرسمه الخاص ضمن مجمّع مركز واقف للفنون. مطلوب أيضاً أن يشارك الجميع في الرسم على لوحة كبيرة، ليأتي الرسام الهندي مقبول حسين، الذي مُنح الجنسية القطرية قبل ما يزيد عن العام، ليضفي لمسته الفنيّة ويوحّد الرسومات المختلفة ويجانس فيما بينها. بعد ذلك سيتم جمع جميع هذه اللوحات في معرض يستمر من 12 إلى 25 ديسمبر.
بالاضافة إلى احتوائه على أعمال فنية، سيتضمن المعرض مختارات من المكتبة التراثية، وهي في الأساس مشروع تابع لمؤسسة قطر، وتشتمل على 85 ألف كتاب نادر. ستحضر المكتبة إلى المعرض خرائط ومخطوطات قديمة، بالاضافة إلى بعض المواد الرقمية، وكتب تابعة لمجموعات خاصة بحكّام قطر الأوائل.
أخبرتنا مشرفة معارض المكتبة التراثية عائشة حسن الأنصاري، أنه من إحدى معروضات هذه المكتبة، أقدم خريطة مطبوعة لقطر وضعها بطليموس.
وتضيف عائشة لمؤسسة الدوحة للأفلام “لقد تم ذكر قطر مرتين في أطلس بطليموس عام 1478، تحت اسم “كتارا” (باللاتينية)”.
كما أخبرنا مدير البرامج الفنية في مركز التطوير الثقافي والمخرج القطري حافظ علي بأنه سيتم تنظيم ورشة حول تنظيم وتصميم المعارض، في 10 و 11 ديسمبر.
وقال أيضاً “سيحضر أيضاً طلاب الفنون من جامعة فرجينيا كومنولث مع الفنانين القطريين“، مضيفاً “إنها طريقة ابتكرناها للترويج للجيل القديم والجديد من الفنانين”.
أما تلك الشاشات الكبيرة الموضوعة حول مركز واقف للفنون، فأخبرنا حافظ علي بأنها تعرض أفلاماً وثائقية قديمة عن الفنانين والفنون القطرية.