المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: سوسن دروزة

24 أبريل 2011

سوسن دروزة هي مخرجة سينمائية ومسرحية تشارك في العديد من المشاريع الجماعية. بدأت مسيرتها المهنية كصانعة أفلام من خلال استخدام المواد السمعية والمرئية من الأفلام ومقاطع الفيديو في أعمالها المسرحية، وهي الآن مديرة وشريكة في شركة مرآة للانتاج الاعلامي في عمان، الأردن، كما تعمل مديرة إبداعية في المعمل 612 ثينك فاكتوري. ولدت في سوريا وعاشت لفترات طويلة في بيروت ودمشق، حيث درست المسرح والأدب الفرنسي حتى عام 1984. عام 1985 انتقلت للعيش في عمان وعملت منتجة ومخرجة مستقلة، فأنتجت وكتبت وأخرجت أكثر من 15 مسرحية. بعد أن عملت على سلسلة ضخمة من الأفلام الوثائقية التلفزيونية حول الفنانين المسرحيين في العالم العربي، تعرفت على عالم جديد المليء بالفنانين. وقد أنتجت 52 ساعة من الأفلام مع مجموعة من الفنانين والمفكرين العرب تحت مظلة المسلسل المستمر “هؤلاء الآخرون” (1996- 2003)، والذي عرضته معظم القنوات الفضائية العربية. تتولى أيضاً رئاسة معهد المسرح الدولي الذي تدعمه منظمة اليونيسكو في مركز الأردن، وهي أيضاً مديرة مهرجان الكرامة السينمائي لحقوق الانسان. شاهدوا مقتطفات من أعمالها هنا:

video#2

مؤسسة الدوحة للأفلام: شكراً لك سوسن على حديثك إلينا! لقد عملت في الكثير من المجالات في مسيرتك المهنية، بدءاً من المسرح إلى إخراج الأفلام. أين تجدين نفسك أكثر؟
سوسن: جميع هذه المجالات متداخلة: لقد أخرجت الأفلام والأفلام الوثائقية من خلال نظرتي للحياة، مرتكزة على المسرح والدراما. غير أن كل مشروع له خصائصه والوسيلة التي يجب أن يخرج عبرها إلى الجمهور، كالمسرح، أو التلفزيون أو السينما أو فن التركيب الذي يستخدم العديد من الوسائل البصرية ومن ضمنها الفيديو.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أفلامك الوثائقية تعالج قضايا الشرق الأوسط المختلفة، وبعضها يمكن أن يقع ضمن خانة الجريء. ما أكثر ما تفضلين إلقاء الضوء عليه عادةً في أعمالك؟
سوسن: نعم، هذا صحيح – معظمها هي معالجة اجتماعية للأوضاع الراهنية، وهذه المعالجات تدفع بكلا الفريقين الممثلين والمشاهدين لتكوين فكرة سياسية وإدراكاً يعمل على إحداث التغيير.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل هناك عمل يعني لك أكثر من غيره، ولماذا؟
سوسن: فيلم “بوردرلاند” الذي يعالج قضية حساسة جداً: نعم إنه فيلم وثائقي، ولكنه أيضاً عبارة عن إثارة للعواطف. الشخصيات الأساسية في الفيلم هم فنانون عرب يعيشون في أوروبا يعانون من مشاكل في العثور على هوياتهم. حرصت ليس فقط على تمثيل هذه الفئة من الفنانين، ولكن أيضاً فئة كبيرة من مجتمعنا العربي. لقد باتت قضية الهوية مثيرة للجدل لدرجة أننا أصبحنا عدائيين جداً ودفاعيين تجاهها. انا سعيدة أن معظم المغتربين العرب عادوا إلى دولهم لتنفيذ مشاريع ثقافية، بعد نقاشنا أمام الكاميرا في الفيلم.

video#1

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل لديك مشاريع جديدة تودين إخبارنا عنها؟
سوسن: أعمل حالياً على إعادة تأهيل سينما الخيام، وهو مبنى سينما قديم في وسط مدينة عمان. المشروع هو مبادرة ضخمة وهو لا يزال في مراحله الأولية. كمفكرة وعاملة في معمل 612 للتفكير، قررت مع آخرين إيجاد مجموعة من الفنانين بخلفيات مختلفة لينضموا إلينا في معملنا والبدء في مشروع سينما الخيام. وستكون محطة لكل الفنانين الأردنيين، وستمكننا من التعاون مع مواهب أخرى من العالم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تؤثر الأوضاع السياسية الحالية في الشرق الأوسط على الفنانين؟ هل تشعرين كصانعة أفلام أنك مسؤولة بطريقة ما وكيف؟
سوسن: الوضع السياسي الراهن في الشرق الأوسط عطّل العديد من المشاريع الجارية، لأن الفنانين وجدوا أولويات جديدة لهم. إنها مرحلة تأمل. أصدقائي السينمائيون ذهبوا إلى وسط الثورات التونسية والمصرية، لكنهم لم يصدروا بعد أية أفلام أو مشاريع متعلقة بها. لكن الوضع مصدر إلهام واللحظة تاريخية. أشعر أنه يجب أن أطور نوعاً جديداً من الأفلام العربية الثورية، لكني أشعر بالاحباط كوني لا أجد سبيلي إلى القيام بذلك. هكذا وجدنا أنفسنا في المعمل 612، من خلال دعوة صناع أفلام شباب وناشطين من الفنانين لتوثيق ما يحدث في الأردن كبداية؛ من خلال ربطه بالعالم العربي، ثم القيام بالتحليل والمناقشة والمراقبة. آمل أن يكون هذا مشروعنا القادم قريباً.

Sawsan Darwaza

مؤسسة الدوحة للأفلام: تتولين حالياً إدارة مهرجان الكرامة السينمائي لحقوق الانسان. أخبرينا كيف بدأ كل شيء وما هو الهدف من المهرجان؟
سوسن: تأسس مهرجان الكرامة السينمائي لحقوق الانسان عام 2009 من قبل المخرج السينمائي إيهاب الخطيب وأنا شخصياً، ثم انضم إلينا لاحقاً الخبير الاعلامي أيمن بردويل. الفكرة هي أننا أردنا أن نوجد فئة حقوق الانسان التي لا توجد في أي مهرجان سينمائي عربي، على الرغم من أن معظم الأفلام العربية تقع ضمن هذا الاطار – حتى لو كانت تتحدث عن قصص الحب – بالنظر إلى الأوضاع المثيرة للجدل والضغوط التي تحدث في الشرق الأوسط. كان أيضاً من المهم أن نعرف مجتمعاتنا على حقوقها الأساسية من خلال السينما.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تشعرين بأن عرض أفلام ومواضيع حول حقوق الانسان أثر في الجمهور؟
سوسن: كل شيء لعب دوراً أيجابياً في مسألة إشراك المجتمع، كالفعاليات الثقافية، وجلسات النقاشات والموسيقى والعروض المسرحية. كل الأفلام التي عرضت في المهرجان، بالاضافة إلى المتحدثين، تكلموا عن الكرامة والتعبير عن الذات كحق أساسي لكل إنسان، وهذا ما حقّق فهماً أعمق لحق السعي إلى التغيير. لقد كان الجمهور متحمساً لمعرفة المزيد، وأراد أن يكون جزءاً من المهرجان. لم يفتح عيون ويوسع عقول الناس فحسب، لكنه أيضاً قربهم من بعضهم البعض من خلال عملية التعليم والمراقبة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي أبرز التحديات التي واجهتك في مسيرتك المهنية؟
سوسن: إحدى أكبر التحديات وأحدثها هي المسؤولية التي فرضها علينا مهرجان الكرامة السينمائي لحقوق الانسان كفريق. فجأة وجدنا أنفسنا أمام مطالبات بحلول للعديد من المشاكل: أصبحنا مثلاً عليا لأفراد مجتمعنا، على الرغم من أن المشروع ليس مكتمل النضوج بعد. من التحديات الأخرى التي تواجهني هي العثور على تمويل يدعم مشاريعنا الفنية والسينمائية. عادةً، نحن مجبرون على محاولة الحصول على التمويل من مصادر أجنبية، لكن غالباً ما يشترطون علينا ما لا يتناسب وطبيعة مشاريعنا. هناك ضرورة ملحة لمزيد من الدعم للسينما العربية والسينمائيين العرب.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف ترين تطور الصناعة السينمائية في السنوات العشر الأخيرة؟ وهل تشعرين بالتفاؤل تجاه الصناعة السينمائية في الشرق الأوسط؟
سوسن: إذا تخطينا مشكلة التمويل المحلي، فباستطاعتي أن أرى تطوراً كبيراً لدور السينما العربية في الشرق الأوسط. بعد التحولات السياسية التي تحدث الآن، أعتقد أن العالم جاهز كي يشاهد أفلامنا الروائية والوثائقية، بسبب تعطشه لمعرفة المزيد عن الشرق الأوسط. وكأن العالم أجمع يشعر بالعار لأنه ساهم في صنع تلك الدكتاتوريات، كما أنه يشعر بضرورة مشاهدته الفن بطريقة أكثر ديموقراطية. يجب استخدام كل تلك العوامل لتطوير الصناعة السينمائية العربية في المستقبل، وبسرعة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي تنصحين به المخرجين الشباب الصاعدين؟
سوسن: إنه الوقت المناسب لكم لكي تتطوروا، ولكي تصبحوا جزءاً من شيء أكبر. تفاعلوا دائماً مع مجتمعاتكم وتوحدوا معها بدلاً من حد أنفسكم بقصص خاصة بكم فقط – اطرحوا دائماً الاسئلة الأساسية التي تركت دون أجابات، وحاولوا الاجابة عليها خلال رحلتكم الفنية، عبر فنكم.

blog comments powered by Disqus