المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: حكيم بلعباس

30 أبريل 2013

وُلد حكيم بلعباس في المغرب. درس الأدب الأمريكي والأفريقي وتخرّج عام 1983 من جامعة محمد الخامس في الرباط. درس أيضاً السينما في جامعة كولومبيا في شيكاغو، حيث يدرّس الآن الاخراج والانتاج السينمائي. فازت العديد من الأفلام التي أنتجها أو أخرجها على جوائز.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف بدأت مسيرتك في العمل السينمائي للمرة الأولى؟ حدّثنا عن بداياتك؟
بلعباس: في مشروع التخرّج. وقد ساهم ذلك في دفعي للأمام لأني مزجت في أفلامي بين الروائي والواقعي. وكانت تلك نقطة الانطلاق.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هذا المزج ما بين الروائي والواقعي هو ماركتكَ المسجّلة. لماذا اعتمدت هذا الأسلوب؟
بلعباس:لا أكترث في الحقيقة إن كان الفيلم خيالياً أو العكس، ففي هذا الزمن لم تعد تصلح المفارقات. فالسينما في النهاية هي رواية القصص من خلال الصور. بعد أن أنجزت أول فيلم لي حول عائلتي ومفهوم المنفى، أدركتُ من حيث لا أدري الأسلوب السينمائي الخاص بي، وهذا الفيلم الأول وضعني على سكّة تجريب هذا النوع. الجانب الأهم في أفلامي هو الجانب الانساني ولا أعير انتباهاً كبيراً لما نسمّيه بالقصص الاستثنائية أو تلك المميزة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل اللجوء إلى مثل هذا الأسلوب يضع بعض التحديات في طريقك؟
بلعباس: أحياناً ينتابني الاحباط. الآلة الهوليوودية تكتسح كل شيء، ناشرةً لذلك النوع من الأفلام الخيالية والأحداث ذات توليفة باتت مألوفة ومتّبعة كثيراً. من ناحية أخرى هناك جواهر سينمائية بالغة الروعة، كأعمال عمالقة أمثال كوراساوا، أوزو، كياروستامي ومخمالباف. الاخراج السينمائي يتّسم بالصعوبة وليس بالأمر السهل. أحياناً يصبح وضعي المادي صعباً، لكني مقتنع أنه عليّ أن أعيش وفقاً للخيارات التي قمتُ بها. لا أريد أن أصنع الأفلام حتى أتمكّن من ارتداء البذلات الفاخرة وأسير على السجادة الحمراء، لكني أحكي حكايات أولئك الذين لا صوت لهم. فأنا أشعر بانتمائي لكل من يكافحون للحفاظ على كراماتهم الشخصية، وتعليم أبنائهم، أو حتى البحث عن لحظة سعادة عابرة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: لكن هل تضطر في النهاية للسير مع التيّار من أجل الترويج لإنتاجاتك؟
بلعباس: نحن المخرجون العرب لا زلنا نقلد العمالقة القدماء الذين نظن أنهم متفوّقون علينا في هذا المجال. قصصنا بمعظمها شفهيّة ونحن مبدعون في الرواية الشفهية. قد تكون تلك طريقة رائعة لاكتشاف الاستعارة في اللغة وتحويلها إلى صور. عادةً أسرق ما أسمعه وفي كثير من الأحيان نأخذ الحكمة من أفواه البسطاء.

مؤسسة الدوحة للأفلام: أنت تفضّل ألا تتقيّد بنص مكتوب وأن تذهب للتصوير بدون أي سيناريو. هل هذه الطريقة ناجحة؟
بلعباس: أسلوبي هذا لا يعني أني أحاول الارتجال. في الحقيقة إنه سعي لاتباع أسلوب إخراجي حر. يحدث ذلك بعد أن تكون قد تمكّنت من إتقان كل القواعد السينمائية. لكن هذا لا يعني بأني لا أقوم بكتابة النص السينمائي بل أقوم بتجاوزه لأنه سيحدّ من أفقي الابداعي.

أنا بحاجة لأن أكون مفتوحاً على العالم وأترقّب مفاجآته. لا أضمن أن يكون حدسي صائباً في كل مرة أصوّر فيها. إنها مقاربة سينمائية أحب استكشافها مع صانعي الأفلام الصاعدين. يجب التوضيح أن ذلك لا يعني الخروج للتصوير من دون أي فكرة في رأسك.

مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تصل أفلامك للجمهور العريض أو إلى مجموعات ضيقة من الناس الذين بإمكانهم فهم أسلوبك؟
بلعباس: أفلامي تدور حول الأشخاص العاديين، ولكن من يعتقد بأن هذا الأمر يجعلني الأول على شبابيك التذاكر مخطىء تماماً… هذه مجرّد أوهام. إنتاج الأفلام حالياً يراعي رغبة الناس في الهروب من الواقع المرير. صحيح أن الغرض منها أيضاً هو الترفيه، لكن يجب أن يكون التنوير والإرتقاء جزءاً من هذا الغرض. معظم الناس يرغبون بالحديث عما يدفعهم للتفكير بحياتهم الشخصية، أي عن كفاحاتهم ولحظات السعادة، بينما الآخرون يرغبون بمشاهدة ما هو مختلف تماماً عن الواقع الذي يعيشون فيه.

blog comments powered by Disqus