المدوّنة

العودة الى القائمة

اهل السينما: كريستوفر غانينغ

01 مايو 2011

ولد كريستوفر غانينغ عام 1944 ونشأ في هندن، وهو حي من أحياء لندن، بعد الحرب العالمية الثانية بفترة قصيرة. ولد معه التأليف الموسيقي، وكان قادراً على تأليف المقطوعات على آلة البيانو قبل أن يتعلم قراءة النوتة الموسيقية. درس لأربعة أعوام في مدرسة لندن غيلدهول للموسيقى والدراما، وهناك تعلم التأليف، والعزف على البيانو وآلات الايقاع. أمضى كريستوفر القسم الأكبر من حياته في تأليف المقطوعات للتلفزيون والسينما، والتي تختلف أنساقها من الكلاسيكية التاريخية إلى الدرامية الحديثة. حاز على أربع جوائز بافتا عن “الحياة الوردية“، “بوارو لأغاثا كريستي“، “ميدلمارتش“، و“بوترهاوس بلوز”. أما المقطوعة القادمة له فستكون لفيلم “فرتيوزو“، حول عازف بيانو بارع، يسيطر عليه هوسه بالكمال الموسيقي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تمكنت من الدخول في هذا المجال؟
كريستوفر: في فترات متقلبة وغير منتظمة. كنت مصمماً على أن أصبح مؤلفاً موسيقياً للسينما، وكان أحد أساتذتي ريتشارد رودني بنيت”:http://www.imdb.com/name/nm0005961/ الذي كان في ذلك الوقت يؤلف مقطوعات موسيقية رائعة للسينما. وقد رشحني ريتشارد لبعض صناع الأفلام الوثائقية الذين كانوا يبحثون عن مؤلف وقد وافقوا عليّ، على الرغم من انعدام خبرتي العملية حينها، لكن بهذه الطريقة حصلت على فيلمي الأول. وكانت تلك طريقة العمل في ذلك الزمان. كان الناس يبدؤون بكتابة الأفلام الوثائقية ثم يتطورون من شأن إلى شأن أكبر، وحين كانوا يصلون إلى مراتب عالية، لم يكن غريباً عليهم أن يرشحوا أشخاصاً أصغر منهم لإكمال مسيرتهم. لا أظن أن الأمور ما زالت تسير بهذه الطريقة الآن.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تغيرت الأمور؟ كيف هي الآن الطريق أمام المؤلفين الشباب؟
كريستوفر: لا أعلم. أظن أن الأمر مخيف، وأظن أيضاً أن طريقهم امتلأت بالمنافسة الشديدة. في أيامنا لم تكن قد تأسست المعاهد السينمائية. اليوم يوجد الكثير من الجامعات والمعاهد التي تعلم التأليف الموسيقي للسينما، ولذلك فإن تلك المؤسسات تخرج الكثير من الطلاب الذين ينطلقون للبحث عن وظائف. في الواقع، يمكننا القول إنهم ينتجون الكثير من الأعمال بالمقارنة مع الأعمال المتوفرة، على الرغم من أنه يمكننا القول أيضاً إن الأعمال متوفرة بشكل أكبر بالمقارنة مع الفترة التي دخلت فيها إلى هذا المجال.

مؤسسة الدوحة للأفلام: في أية مرحلة تنضم إلى إنتاج الفيلم؟
كريستوفر: يختلف الأمر بشكل كبير. يعتمد الأمر على الوقت الذي تتم دعوتك فيه للانضمام إلى الفيلم. بشكل عام، أفضل أن تكون تلك الفترة في البداية، لأن ذلك يعني أن باستطاعتي تتبع تطور الانتاج وبالطبع تتبع تطور الفيلم، لذا حين أبدأ بالتأليف، لا يبدو الأمر مخيفاً. لكن من ناحية أخرى، في أكثرية 60 إلى 75% من الأفلام التي عملت عليها، تمت دعوتي بعد الانتهاء من تصوير الفيلم. وتحديداً في المرحلة التي يكونوا قد توصلوا فيها إلى نسخة شبه نهائية، وتبقى أمران فقط: التأليف الموسيقي وإضافة المؤثرات الخاصة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: في “الحياة الوردية“، كيف عملت على أغنية أديت بياف التي علمت أنها ستكون ضمن الفيلم؟
كريستوفر: إنها حالة مثيرة للاهتمام لأن المخرج قرر منذ البداية أن يريد مقطوعة موسيقية لائقة، تختلف عن الأغاني، لكن بالطبع كان علي مراعاة الأغاني. كما كان علي العمل على الأغاني نفسها لأن العديد منها كانت موجودة في تسجيلات قديمة فردية، وكنا نعمل على فيلم دولبي ستيريو (تسجيلات متعددة)، لذا كان علينا القيام بشيء من الناحية التقنية إذا كنا نريد استخدام صوت ايديت بياف الأصلي. استنتجنا سريعاً بأن في ظروف معينة يمكننا استخدام تسجيلاتها، لذا كان علينا إعادة تسجيل المقطوعات
وتحديد مكانها على يمين ويسار الستيريو، ووضع التسجيل الأصلي في الوسط، وهكذا تمكنا من ابتكار صوت واقعي ذو نوعية جيدة لدولبي ستيريو.

للترجمة العربية اضغط على

Beautiful piece by Christopher Gunning from the movie ‘La Vie En Rose' (La Môme),

مقطوعة جميلة من تأليف كريستوفر غانينغ من فيلم لا موم

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف باستطاعتك الاستمرار بابتكار معزوفات جديدة؟
كريستوفر: لا أعلم، يسألني الكثيرون هذا السؤال، ولم يكن بوسعي يوماً أن أجاوب عليه. كل ما بإمكاني قوله هو أن التأليف مهنتي وتعتمد كثيراً على ابتكار أفكار جديدة. لا أظن أنه باستطاعة المرء الادعاء دائماً بأن أفكاره جميعها ثورية، وفريدة من نوعها في العالم، لكن في الوقت ذاته، تستمر في التأمل أن تتمكن دائماً من ابتكار الجديد والملائم لكل مشروع. فرضنا لو استطعت أن ابتكر فكرة جديدة، من الممكن أن تقع في التقنية ذاتها التي طورتها وتعلمتها لتطبيق أفكارك. غالباً ما أشعر بالرعب وأفكر: “لا أملك أية فكرة في رأسي، لا أعلم ماذا أفعل!” لكنك تأمل ألا يحدث ذلك غالباً!

Christopher Gunning Conducting in a Recording Studio.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تغير التكنولوجيا الرقمية طريقة عملك؟ هل تعتبرها جيدة أم سيئة لمجالك؟
كريستوفر: كلا الأمرين صحيح. لقد غيرت طريقتي في العمل بشكل كامل. في ما مضى كنت أجلس على البيانو أو على مكتب وأكتب الموسيقى، لكني أجلس الآن على جهاز كومبيوتر وأقوم بعملي. بالطبع هناك فارق كبير هنا. فالكمبيوتر يسهل بعض الأمور كثيراً. لذلك، في الكثير من المعزوفات التي لن تعجبني على الأرجح، هناك الكثير من التكرار، وذلك سببه ببساطة أنهم كانوا يقطعون ويلصقون بطريقة كبيرة. من ناحية أخرى، ساهم ذلك في مجال التأليف الموسيقي. باستطاعتي أن أؤلف مقطوعة جميلة، ثم أستخدم برنامجاً يدعى سيبليوس لأقوم بذلك، ثم أنقر ببساطة على كل آلة فتبدأ بالعزف لوحدها. كل ما علي عمله هو أن أطبع هذا. في الأيام الغابرة كان لدينا جيش من الكتبة الذين ينقلون وينسخون أجزاء مقطوعاتنا الموسيقية.

هناك بعض التغييرات أيضاً. إن تأليف الموسيقى التصويرية أصبح أمراً باستطاعة أي كان عمله إذا كان يمتلك البرنامج المناسب على جهاز حاسوبه. هذا تطور ضخم. ثم هناك مجال الموسيقى الالكترونية ذاتها التي لا تحتاج إلى عازفين أو حتى إلى لحن. أقدّر أن هناك أغلبية 75 إلى 80 % من الموسيقى التي نسمعها على التلفزيون مشغولة إلكترونياً، ويتم تأليفها بالطريقة ذاتها التي قد يستخدمها الشباب في غرف نومهم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تبرز الموسيقى التصويرية قصة الفيلم؟
كرسيتوفر: هناك طرق عديدة. فمثلاً يمكنك أن ترمز إلى بعض الشخصيات وتربطها بمواضيع معينة: إنها طريقة لطالما استخدمتها. على سبيل المثال، إذا استمعت بحرص إلى الموسيقى التي ألفتها للمسلسل التلفزيوني البريطاني “بوارو“، ستسمع في كل مرة ترى فيها بوارو على الشاشة، موسيقى تشبه شخصيته في المسلسل، وإذا كان هناك شخصيات أخرى أكثر أهمية، فتسمع الموسيقى التي تلائم طابعها وهكذا دواليك. ثم يمكنك القيام بأمور كثيرة رائعة، كدمج المقطوعتيْن سويةً. أعتقد أنه بغض النظر عن أي شيء، الهدف هو إبراز حرارة الاحساس بشكل صحيح، أظن أن هذا هو الأهم في تأليف الموسيقى التصويرية. هناك الكثير من القرارات الكبرى التي يجب على المخرج وعلى المؤلف اتخاذها على حد سواء. مثلاً إلى أين ستذهب الموسيقى، والأجواء المحيطة، وهنا يجدر أن أناقش هذا الأمر مع المخرج، لكي أعرف ماذا أؤلف لكل قسم، حتى لا تحصل مفاجآت كبرى خلال جلسة التسجيل، حين تكون الموسيقى صاخبة في حين يريدها المخرج هادئة. قد يحصل ذلك!

للترجمة العربية اضغط على

Christopher Gunning - Hercule Poirot (The Belgian Detective)

كريستوفر غانينغ - هركول بوارو (التحري البلجيكي)

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي أهم المميزات التي يجب أن يتحلى بها المؤلفون الصاعدون؟
كريستوفر: أن يكون طبعاً موسيقياً ممتازاً ومتنوعاً. أعتقد أنه يجب أيضاً أن يكون قوياً وليس عرضةً لنوبات الذعر، وألا يفقد أعصابه حين ينتقد أحد موسيقاه. لذا عليه أن يكون هادئاً، ويتحلى بطبع لطيف.

blog comments powered by Disqus