المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: أشوشتوش غواريكر

12 مارس 2013

أشوشتوش غواريكر صانع أفلام هندي مميز، جذب الجمهور من العالم إلى أفلام بوليوود الكلاسيكية منها “لاغان” و “سواديس”. حصل غواريكر على العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية، وهو عضو مصوت في جوائز الأوسكار. لا يمكن التنكر لانتشار أفلام غواريكر التي مهدت الطريق على الكثير من الصعد لحصول السينما الهندية على شعبية عالمية. التقى فريق التحرير بمؤسسة الدوحة للأفلام مع صانع الأفلام الهندي المميز وكان معه هذا الحوار.

لقد شاركت في الكثير من الأفلام التاريخية الضخمة. ما هو التحدي الأكبر الذي واجهته خلال العمل في هذا المجال؟
أنا مشدود للثقافات المختلفة والعوالم المختلفة والناس من كافة الثقافات والازمنة. ومن الرائع حقاً أن اكتشف طريقتهم في العيش. بالنسبة لي التحدي الأكبر هو إعادة خلق ذلك الشعور. عند حصولك على تصميم الإنتاج، وتصميم الأمكنة والأزياء، تكمل عندها تفاصيل عملك. في المقابل، ما أجده صعباً أكثر من غيره هي السلوكيات والنماذج لمجتمع ما، وكيف يعيش الناس فيه وكيف يتصرفون. بالنسبة لي، هذا هو التحدي الأكبر. عند رواية قصة ما، يكون دافعي هو رؤية كيف يمكن أن أفسر تلك القصة في الوقت المعاصر. إذا لم يقدم التاريخ بطريقة تكون ذات صلة بجمهور اليوم، لا يمكن لهذه القصة ان تنجح. فالنالس لا يشاهدون اعمالاً من الماضي لمجرد المشاهدة، هم يريدون شيئاً يرتبطون به. هذه هي التحديات الكبيرة في صنع الأفلام التاريخية ذات العلاقة المعاصرة والعالمية.

فيما يتعلق بالعملية الإبداعية، كيف تدخل الوقت الآخر وتلتقط الفروقات الدقيقة للحياة في ذلك الوقت؟
العلمية الأكبر في هذا النوع من صناعة الأفلام كانت البحث والتطوير. عادة، يتعاقد صانعو الأفلام الكبيرة والضخمة مع فرق للقيام بالبحث والتطوير، لكني أحب أن أقوم بهذا الأمر بنفسي. بالرغم من هذا الأمر يستغرق وقتاً أطول حيث أحتاج لسنة او سنة ونصف لأكتب السيناريو، فإن عدم عيش تجربة البحث لا تمنحك القدرة الكافية على تقديم هذه الدرجة العالية من التفاصيل. أنا أمر بمستويات عدة من البحث لخلق رواية حيوية وأصيلة. وكما قلت، عندما يصل أعضاء الفريق، أشارك ما استكشفت معهم.

تتنازل أفلامك مواضيع الشرق مقابل الغرب. ما الذي يجذبك إلى هذه الجدلية؟
شعرت بأن الطريقة التي نعمل بها نحن البشر تنافسية جداً. نحن ننزع لننظر إلى حياتنا بناء على ما يمتلكه جيراننا، وعندما يمتلكون شيئاً لا نملكه، نريده أيضاً بينما في الواقع ربما لا نكون بحاجة لذلك الشيء الإضافي. أريد أن أضيىء بطريقة ما على تلك المقارنة. بالرغم من أن الغرب يقوم بأمور ما بطريقته الخاصة لأنها تناسبه، فليس بالضرورة أن ننافسه في ذلك، وهو ما أردت ان أقوله في فيلم “سوادس”. مع وجود العديد من المجتمعات في الهند، ووجود الكثير من الناس من خلفيات وثقافات مختلفة والنظام الطبقي الموجود، أعمل على تذكير الناس انهم بحاجة إلى الوحدة. أنا لا أقول بضرورة القضاء على النظام الطبقي، لكن يجب ألا يعيقنا ذلك في حياتنا اليومية. كيف يمكن أن ننسى اختلافاتنا ونكون معاً، هو ما أعمل على استكشافه دائماً. عند البحث في هذه العناصر، أجد أنه من المهم أن أقدم رسالة الوحدة بطريقة مسلية. فإذا لم تتوفر عناصر الترفيه والتسلية، عندها لن تصل الرسالة إلى الجمهور المستهدف. هذا الأمر نشاهده في “لاغان” عندما قدمت فكرة الكريكت التي تتيح للناس التقرب من بعضهم البعض والقتال ضد عدو مشترك. الخروج بمواضيع معينة في هذا الصدد أمر معقد جداً وكذلك تقديم هذه الصراعات بطريقة مسلية.

ما الأمر الذي يلهمك في عملية صناعة الفيلم؟
أجد عملية صناعة الأفلام تقدم المنحنى التعليمي الأكبر حتى قبل إصدار الفيلم. بالنسبة لي فإن متعة صنع الفيلم تكمن في خلق عالم وقصة – وأترك للجمهور تذوقه على أمل أن تصله فكرة ما قدمته. إذا حقق الفيلم نجاحاً على شباك التذاكر، أشعر عندها بأني الرجل الأكثر حظاً حيث كنت قادراً على رواية قصة من الماضي ونقلها إلى رواية استطاعت التأثير بجمهور اليوم حول العالم وإلهامهم.

blog comments powered by Disqus