المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة: الألم والمكسب

25 أبريل 2013

بقلم ألكسندر وود

قرّر المخرج مايكل باي الذي كان وراء أفلام خيالية جداً كـ المتحوّلون و أرماغدن أن يقتبس هذه المرة قصةً من الواقع. اختار إنتاج فيلمه الألم والمكسب عن العصابة التي كتب عنها الاعلام الأمريكي عام 1999 والتي مارست شتّى أنواع التعذيب والقتل على ضحايا المخطوفين من طبقة الأغنياء، كوسيلة لابتزازهم والاستيلاء على أموالهم. وجعل بطليْه مارك وولبيرغ و دواين جونسون يلعبان دور الشخصيتين الحقيقيتين اللتيْن تنتظرا حكم الأعدام في ولاية فلوريدا حالياً.

وملأ المخرج باي الفيلم بكافة العناصر التي تدور في فلك كمال الأجسام، من بودرة البروتين ورفع الأثقال،ليسعد معجبو كل من ماركي مارك (مارك وولبيرغ) والصخرة (دواين جونسون) برؤيتهما مجدداً على الشاشة بكامل لياقتهما البدنيّة.
الفيلم يبدأ من النهاية، حيث نرى في المشهد الأول المجرم “دانييل لوغو” (مارك وولبيرغ) على سطح أحد النوادي الرياضية، هارباً من سطح إلى آخر بينما الشرطة تطوّق المكان. تعترض سيارة شرطة في النهاية طريقه، لنتعرّف مع اقتراب انتهاء الفيلم السبب وراء عملية الفرار والملاحقة.

وبما أن الفيلم مقتبس عن أحداث واقعية، ندرك مباشرةً ومنذ البداية، أن نهاية عصابة لوغو لن تكون سعيدة. وعلى الرغم من ذلك، يضعنا المخرج في أجواء مريبة ليبعدنا قليلاً عن الاستنتاج الصارخ الذي قد نقع فيه، طالما نهاية هذه العصابة معروفة في الحقيقة. من يعرف؟ إنها ميامي، موطن المجرمين وكبار مهرّبي المخدرات الذين يروحون ويجيؤون على سجيّتهم في الشوارع. ويلجأ المخرج إلى أسلوب التجميد المتكرّر للصور للتلميح إلى أن الفيلم يؤرخ للأحداث التي هزّت المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت. يرمز بتلك الصور إلى شخصيات هامة أو أماكن أو فترات زمنية معيّنة، كانت قد حدثت في الحقيقة. تعود تلك الصور في نهاية الفيلم لتبعث برسالة إلى ذوي كمال الأجسام الطموحين، بأن اتخاذ هذا المنحى في حياتهم لن يكون في صالحهم.

على عكس جميع التوقعات، يتناول الفيلم برشاقة كل من الأكشن والكوميديا وعالم الجريمة، مقدّماً للجمهور مزيجاً جيداً من عمليات الخطف والقتل والرأفة. نشهد ذلك في دور بول دويل (دواين جونسون)، العضو المندفع لكن صاحب القلب الطيب، في عصابة ذوي كمال الأجسام. يتخلّل الفيلم أيضاً لحظات مثيرة للضحك الشديد، تضيف عنصر الترفيه عليه. نرى ذلك في تصرّفات دويل الذي يخاف الله ويتصرّف أحياناً كالجرو الوديع على الرغم من ضخامة عضلاته التي تجعله يبدو كالدبابة. دور دانييل لوغو أيضاً إضافة كوميدية ممتازة. لكن مع اقتراب الفيلم من نهايته، تسيطر أجواء العنف والقتل، لتغطي على الأجواء الكوميدية التي يبدأ معها العمل.

وعلى الرغم من أن الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية، مما يعني أن مشاهد القتل ضرورة حتميّة، إلا أن الجمهور سيصادف لحظات من الحيرة بين الضحك أو البكاء أو التعاطف مع أبطاله.

بشكل عام، أقول إن التصوير كان نظيفاً وأداء الممثلين جيد، وتم إرفاقه بموسيقى إيقاعية عزّزت بعض المقاطع ذات الوتيرة البطيئة والجدّية. فيلم جيّد للمشاهدة في نهاية عطلة الأسبوع.

للترجمة العربية اضغط على

Pain and Gain - Trailer

إعلان فيلم الألم والمكسب

blog comments powered by Disqus