للوهلة الأولى سيبدو أن فيلم الرجل الحديدي 3 في جزئه الثالث ينحى منحىً تقليدياً اعتدناه في جميع الأفلام الهوليوودية: أميركا تواجه منظمة إرهابية ما. سرعان ما يتلاشى هذا الانطباع ليقدّم لنا الفيلم مفاجآت على عكس توقعاتنا. نعم، إنه لا يقتصر على ملاحقة الأشرار وقتلهم أو معاقبتهم، ومن ثم العيش حياةً راغدة وسعيدة في مكان بات آمناً ونظيفاً من شرورهم.

قصة الفيلم الذي أخرجه شاين بلاك تتحلّى بالذكاء، فهذه المرة تدور حول صراع بين الشركات الكبرى. حرص المخرج أيضاً على إدخال العنصر الانساني بقوة.

سيرى محبو شخصية الرجل الحديدي أن طوني ستارك الذي كان يصنع أسلحة الدمار الشامل لصالح الجيش، قد قلب صفحةً جديدة في حياته. لقد استبدل حياة زير النساء ليقبع في قبو منزله. كما أنه لجأ إلى إنفاق ملايينه من أجل الخير.

حتماً لن نفسد عليكم متعة مشاهدة الفيلم الذي طال انتظار صدوره في صالات السينما. لذلك لن نضيء على تفاصيل القصة. لكن الجدير ذكره أن هذا العمل خالٍ من اللهجة الخطابية المعلّبة التي تشتهر بها شخصيات المجلات الكارتونية. وهذا ما يجب أن يحدث بالضبط حين يستعين أحدهم بتلك الشخصيات لصناعة فيلم سينمائي. إنه مطب يقع فيه الكثير من مخرجي هذا النوع من الأفلام. المجلات الكارتونية أو الهزلية لها لغة خاصة. من هذه الناحية، نجح المخرج نجاحاً باهراً في تجنّب الحوار الشرحي. كما ينجح أيضاً في تقديم شخصية طوني بحلّتها الجديدة. تماماً كما حصل مع جايمس بوند في آخر نسخة من أفلامه “سكايفول”. لقد جعل شخصية طوني أقل صقلاً وأضاف عليها المزيد من الطابع الانساني.

ثمة تفصيل سيلحظه المتعصبين لشخصية الرجل الحديدي، وهو كثرة استخدام الآليات والمكائن في الفيلم. على الرغم من كل ما يمكن أن تتركه من انطباعات بالضخامة والدهشة، لكن البعض قد يفضّل البساطة في أدوات المواجهة التي كان يستخدمها الرجل الحديدي في الأجزاء السابقة.

الفيلم رائع، نتمنى لكم مشاهدة طيبة.