بقلم ألكسندر وود

تماماً مثل أي رحلة تتبع بطل مقاتل يتحول إلى قاتل نبيل، تبدأ أحداث الفيلم في لونغ بيتش في كاليفورنيا في مبنى يحترق. لا يتأذى أحد في الحريق، والشيء الوحيد الذي ينقذ من الحريق هو حقيبة من المشروبات الثمينة. يصفق الحشود بحرارة لبطلنا جيريمي كولمان (جوش دوهامل)، يتوجه إلى متجر فيشهد الجريمة، ثم يدخل في برنامج حماية الشهود، بعدها يهرب من أكثر المؤسسات الأمنية الحكومية صرامة وتعقيداً في العالم – مكتب التحقيقات الفدرالي أف بي آي، لينتقم من القتلة ويحصل على الفتاة ويعيش سعيداً بعد ذلك.

“مواجهة النار بالنار” فيلم تجاري عادي، يحاول أن يتخطى التوقعات، ليأسر خيال جمهور فيلم “الموت القاسي” (داي هارد). ومع أنهم لا ينتظرون فيلماً ضخماً لكنهم على الأقل كانوا يأملون رؤية مشاهد حركة وقتال عالية المستوى تعكس نوع الفيلم. تعاني القصة من قلة الإبتكار والتجديد من البداية إلى النهاية فيمكن تكهن الاحداث المقبلة بسهولة في ظل عدم تطور للشخصيات. هناك نقاط في الفيلم حيث يمكن لأي مشاهد محب لأفلام الحركة أن يشعر بالإهانة بسببها، وهي التوقع السهل للاحداث ومنها تعرض جيريمي للضرب من قبل عصابة إلى السطر الأخير الذي ينهي الفيلم، وهي بالمحصلة أجزاء ميلودرامية مخيبة للآمال.

بروس ويليس كان أسطوريا في فيلم “الموت القاسي” (داي هارد) للمخرج جون ما تيرنان عندما سحب شظايا الزجاج المتطاير من قدميه، وعندما قتل زد في فيلم “بالب فيكشن” للمخرج كوينتن تارنتينو، وعندما ضغط باستمرار على الشوارع الصاخبة في فيلم “مدينة الخطايا” للمخرج فرانك ميلر. هنا، في المقابل، نفتقد تماماً إرث ويليس. ولكن في دور مايك سيلا، يؤدي ويليس دوراً أكثر قليلاً من مجرد تحري، فلا يضيف شيئاً إلى الرواية البسيطة للفيلم.

ومع احتواء الفيلم لبعض المزايا القليلة التي تعوض عن رتابته، يمكن اعتباره سبباً للحرق العمد، لكن لا تتعبوا أنفكسم بالإتصال بقسم الإطفاء .. فقط دعوا النار تأتي على ما تشاء.

دعونا لا نضيع الكثير من الوقت على فيلم بهذا المستوى. إليكم بعض اختيارات الأفلام المميزة:
الموت القاسي لجون ماكترينان، 1988
الهرب من نيويورك لجون كاربنتر، 1981
العنصر الخامس للمخرج لوك بيسون، 1997
ذا ماتريكس لاندي واتشوسكس، لانا واتشوسكي، 1999
الشرطي الآلي للمخرج بول فيرهوفن، 1987
المخطوفة للمخرج بيار مورل، 2008