بقلم كمام المعاضيد

يعود دوم (فين ديزل) وبراين (بول ووكر) في سريع وغاضب 6 إلى لمّ شمل فريقهما المعهود، والانطلاق في مهمة أخرى تجعلهما كالعادة يقودان السيارات بالسرعة الرهيبة. المهمة هذه المرة هي إلقاء القبض على المجرم المدعو “شو” (لوك إيفنز) الذي يمارس سرقة الأسلحة الحربية. والشرط هو أن يصفح هوبس (دوين جونسون) عن أعضاء الفريق. تتوالى المطاردات في إسبانيا وروسيا وبريطانيا، في ظلّ ظهور مشكلة جديدة، وهي اكتشاف دوم أن ليتي (ميشيل رودريغيز) لم تمت (ارجع إلى فيلم سريع وغاضب 4).

وكما عودتنا جميع أفلام سلسلة “سريع وغاضب“، نحصل أيضاً في هذا الجزء الأخير على جرعتنا من الاثارة. وقد أبدع المخرج جاستن لن في تركيزه على السيارات السريعة. فهو كان أخرج الأجزاء الثلاثة التي سبقت الفيلم الأخير، لذلك عرف تماماً ما يفعل. قام بالتركيز على كل تلك اللقطات التي يستهويها محبو هذا النوع من الأفلام: من مشاهد تغيير محرك السرعة وأصوات زئير المحرّكات. إنه يدرك تماماً كيف تسير الأمور في عالم “سريع وغاضب“، وأن السيارات المذهلة هي أصل الحكاية. هكذا هو الأمر أيضاً بالنسبة لفريق دوم. لذلك فالمطاردات بالسيارات التي بالكاد يخلو منها الفيلم، هي ما يبثّ فيه الروح والمتعة.

سيستمتع متتبعو هذه السلسلة بتطور شخصياتها- من أبطال طيبين إلى مجرمين ثم مرة أخرى إلى طيبين. أما بالنسبة لمن سيمرون بالتجربة الأولى للمشاهدة، فيقوم المخرج بتزويدهم بنوع من موجز في بداية الفيلم، عن أهم المشاهد من الأجزاء السابقة.

يولي هذا الفيلم اهتماماً للقيم العائلية وضرورة الاهتمام بها، مما يعد لفتةً رائعة في فيلم أكشن من هذا النوع. فيه يجسّد ديزل شخصية حامي حماة العائلة ويتميّز جداً في هذه النقطة. ثمة بريق ما في عينية وفي لغة جسده، تدفعنا لتصديق كل كلمة يقولها. أما رومان (تيريز جيبسون) وتيج (لوداكريس)، فهما العنصران الكوميديان في القصة. إلا أن أداء ميشيل رودريغيز فجاء مخيباً للآمال، لا سيما أن جميع حركاتها متوقعة وتعابيرها تعطي الانطباع الخاطىء، مما يوقعنا أحياناً في حيرة.

يؤكد لنا “سريع وغاضب 6” مرة أخرى أن موسم الصيف هو موسم الأفلام الأفضل في السنة. أنصحكم بمشاهدته. وفي النهاية، نصيحة… ابقوا في أماكنكم بعد انتهاء الفيلم وحتى انقضاء شارة النهاية، لأنكم ستتمكنون من مشاهدة مقتطفات عن الجزء القادم الذي سيصدر عام 2014.