المزيد من الأفلام العربية في مهرجان البندقية هذا العام
02 سبتمبر 2012

بقلم أنيلا صفدار
فيولا شفيق هي مستشارة لمبرمجي مهرجان البندقية السينمائي. هذا العام، عملت على مختارات الأفلام العربية ، لا سيما أنه عام يمتاز بارتفاع أعداد الأفلام الوثائقية والخيالية المشاركة من المنطقة. لماذا؟ كيف؟ وهل سيستمر هذا الوضع بالتحسن؟ تجاوب على هذه الأسئلة صانعة الأفلام والسينمائية و الكاتبة…
مؤسسة الدوحة للأفلام: ما المختلف في مهرجان هذا العام؟
شفيق: مع الاتجاه الجديد، أضاف المهرجان إلى مجموهة أهدافه أن يصبح أكثر عالميةً وأن يركز اهتمامه على المناطق الواعدة كالعالم العربي. في العامين 2010 و2011 اقتصرت المشاركة العربية في المهرجان على ثلاثة أفلام وثائقية وثلاثة أفلام قصيرة؛ لم يشارك أي فيلم خيالي في هاذين العاميْن.
مهرجان هذا العام يعرض ثلاثة أفلام عربية خيالية في فئة أوريزنتي (آفاق) بالاضافة إلى فيلم وثائقي ليبي أميركي (ويتنس: ليبيا باي عبدالله عميش) وفيلم وثائقي تونسي في فئة “خارج المنافسة” (يا من عاش لهند بوجمعة). هذا العدد يفوق عدد الأفلام المشاركة في العامين السابقين مجتمعة. ويبدو أن الأفلام التي تمثل العالم العربي فاقت تلك التي تمثل أميركا اللاتينية، على سبيل المثال، لا سيما أن لديها ثقافة سينمائية قوية ومتجددة.
مؤسسة الدوحة للأفلام: لماذا؟
شفيق: بالطبع السياسة تلعب دوراً؛ الناس يريدون أن يعرفوا ما الذي يجري في المنطقة. غير أن الثقافة السينمائية العربية تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة الماضية بفضل المؤسسات السينمائية الخليجية التي ظهرت وبدأت تمنح التمويل. بالطبع كان للمناخ السياسي والاجتماعي المضطرب تأثيراً قوياً على الانتاج المستقل والبديل والمتجدّد.
مؤسسة الدوحة للأفلام: لنقل أنا شاب عربي وأعشق الأفلام. ما هي الأفلام التي لا يجب أن تفوتني هذه السنة في مهرجان البندقية؟
شفيق: كل الأفلام المشاركة في المهرجان تستحق المشاهدة، لكن هناك بعض الأفلام التي قد يتردد البعض بمشاهدتها. فيلم “واجدا” (للمخرجة هيفاء المنصور) مثلاً، أول فيلم سعودي روائي تخرجه امرأة، ويروي قصة فتاة سعودية تكبر ولا يجب أن تفوت مشاهدته أحداً. أيضاً فيلم “يا من عاش” الوثائقي للمخرجة هند بوجمعة، حول امرأة تونسية مشرّدة، فيلم قوي جداً ودرامي.
مؤسسة الدوحة للأفلام: ماذا عن الأفلام المصرية؟ العام الماضي قلتِ أن الأفلام المصرية لا تلاقي رواجاً عالمياً لكنها أساسية للصناعة الترفيهية المحلية. ما الذي ينقصها لتصل إلى العالمية؟
شفيق: إن السينما المصرية هي صناعة ذات توجّه محلي، أي أنها تتوجه لذوق وتوقعات الجماهير العربية. العالم العربي يعاني من ثغرة اجتماعية كبيرة ما بين المستويات غير المثقفة والفقيرة، وبين النخبة المثقفة، قليلة العدد. يجب أن تفعل السينما المصرية ذلك كي تتمكن من الاستمرار؛ لا يمكنها تحمّل كلفة تطوير مستوى أفلامها كي ترضي الطبقة المتوسطة أو الجماهير الغربية. هذا العام “يعرض مهرجان البندقية فيلماً مصرياً خيالياً حول الثورة المصرية.
مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الممتع في البندقية؟
شفيق: أتطلع لرؤية ردة فعل الناس تجاه مختلف الأفلام العربية.
مؤسسة الدوحة للأفلام: هل تعتقدين أن تدريب صناع الأفلام العرب كافٍ في الشرق الأوسط؟
شفيق: التدريب لا يمكن أن يكون كافياً… المبادرات السينمائية باتت تبرز في كل مكان… مما يساعد في تطوير الأفلام الوثائقية. هذا يعود أيضاً للأحوال السياسية.
مؤسسة الدوحة للأفلام: فيلمك “شجرة الليمون“ لاقى إعجاباً كبيراً. ما هي عناصر الوثائقي الجيد؟
شفيق: الرؤية القوية، والفكرة المثيرة والكثير من البحث والوقت والصبر.
مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هي نصيحتك لصانعي الأفلام الصاعدين؟ ما هي الخطوات التي يجب أن يتبعوها؟ والنوعية التي يعملون عليها؟
شفيق: التدريب مطلوب، لكن ما يحتاجونه فعلياً هو الاستماع إلى النصائح والنقد الموجه لهم، استيعابه وتحويله إلى طاقة إيجابية تدفع مشاريعهم قدماً. هذه مقادير الفيلم الجيد. أما اقتحام المجال السينمائي فلا يعتمد دائماً على النوعية أو أي من المقادير التي ذكرتها آنفاً، حيث أن طريقة تقديمك لنفسك ومنتجك هي غالباً ما يوصلك ألى هدفك. يجب أن يتأقلموا أيضاً على متطلبات المهرجانات، والمنتجين والسوق.
مؤسسة الدوحة للأفلام: ما الذي تودين تغييره لو عاد بك الزمن إلى الوراء؟
شفيق: بعض الناس يقولون المشوار بحد ذاته هو الهدف, وأنا أحب هذه المقولة.