المدوّنة

العودة الى القائمة

اسمي احلام

14 أكتوبر 2010 — المهرجان السينمائي

عدت الى البيت في الساعة العاشرة مساءً وانا احلم بالنوم، كنت مرهقة من مشاحنات النهار، ومن فوضى الأفكار. أحلم بالنوم، أحلم بيوم غد، أحلم بالأحلام..

الا ان طقلة صغيرة في الخامسة من عمرها اسرتني امام شاشة التلفاز، كانت تغني وتتكلم بلهجة الطفولة البريئة، طفولة لا اعلم كيف لم تنعكس على وجهها.. فآثار مرضها لطخت بشرتها باللون الاصفر، وجهها كان منتفخاً، ولا من شعر يغطي جلدة رأسها.

طفلة احتلت مركز عائلة مكونة من 8 افراد تعيش في ضواحي الخليل، فالأم تترك بيتها، اولادها وزوجها وتمضي معها صيف شتاء لتزور مستشفيات تنقصها المعدات الطبية والأدوية.

تهدر نصف نهار في التنقل بين الحواجز الاسرائيلية، والمواصلات العامة لتتمكن من اجراء فحص دم لإبنتها، ولتعد الايام المتبقية..

الكاميرا ترافق هذه الطفلة على مدار سنتين، تعكس “حياتها” غير الطبيعية على جميع جوانبها. وحياتها هي التجريد من الطفولة.

بعد انتهاء الفيلم للمخرجة ريما عيسى (ولا، لن اكشف تفاصيل النهاية) استنتجت – للمرة الألف على التوالي- ان لا قيمة لحياتنا نحن البشر. نولد، نمرض، نشفى، نعيش، نموت، وكل شيئ يبقى كما هو، الحياة مستمرة بمشاكلها وضغوطاتها، بابتساماتها وافراحها.. كل شيئ يبقى على ما هو عليه.

هناك من يتعذب اكثر من آخر، هناك من يشقى أكثر، هناك من يسعد، من يحزن.. ولكن النهاية واحدة، النهاية واضحة..

عن طريق نقل قصة أحلام، تنقل ريما عيسى قصة شعب بأكمله.

فالأم لا تستطيع ان تتواجد مع ابنتها خلال العملية الجراحية، لماذا؟ لأن الجيش الاسرائيلي لم يمنحها تصريح خروج القفص البشري. لماذا؟

البنت لا تتلقى العلاج اللازم، لماذا؟ لأنه غير متوفر في المستشفيات الفلسطينية، لماذا؟

لاجراء فحص دم بسيط يجدر عليها عبور حواجز جيش الاحتلال، لماذا؟

حصار جسدي

حصار اجتماعي

حصار اقتصادي

حصار صحي

حصار نفسي

حصار يجعلني اتخبط بين جدران انسانيتي

بعد ان فرضت علي هذه الطفلة الحصار الفكري

blog comments powered by Disqus