احتفلوا معنا بـأسبوعين من الأساطير
01 يوليو 2012

بقلم أنيلا سافدار، قسم الويب، مؤسسة الدوحة للأفلام_
بعد تصوير المشاهد الأولى من فيلم “سبايدرمان العجيب” في ديسمبر 2010، شبّه أندرو غارفيلد المجلات الهزلية بالأساطير اليونانية.
غارفيلد هو الممثل الذي يلعب دور بيتر باركر في الفيلم الذي يصدر في الدوحة يوم الخميس 5 يوليو.
قال “أشعر أن المجلات الهزلية والمصوّرة هي نوع من الأساطير التي ابتكرناها، نسختنا من الأساطير اليونانية، النسخة الحديثة لها”. وكان ذلك في مقابلة مع قناة بي بي سي. وتابع “المواضيع التي كتب عنها ستان لي (المشارك في ابتكار شخصية سبايدرمان والرئيس السابق لشركة مارفل) في مجلاته الهزلية، هي ذاتها المواضيع التي نجدها في مؤلفات شكسبير أو أخيلوس أو في التراجيديات اليونانية. أشعر بأن كل عناصر الحياة البشرية موجودة فيها. لكن بهيئة مختلفة”.
وبعد 18 شهراً، قامت إيما ستون (التي تلعب دور غوين ستايسي) حبيبته في الفيل، بتصريحات مماثلة.
“المجلات الهزلية والمصورة هي أساطير حديثة. فبالنسبة مثلاً لقصة ساندريلا، بإمكاننا أن نرويها… مرات عديدة، لأنه في كل مرة سنجد عنصراً جديداً نكتشفه في القصة، والأمر ذاته ينطبق على سبايدرمان”. كان هذا في حديث إلى إحدى الصحف.
The Amazing Spider-Man - Trailer
كان العام 2012 عام أفلام الأساطير بامتياز (“راث أو ذا تايتنز“، “برميثيوس“، “ذي أفنجرز“، “سبايدرمان العجيب“، “ذا دارك نايت رايزس”) – وقد كان النجمان غارفيلد وستون محقين حين قالا إنه الوقت المناسب للاحتفاء بالأصول التي اشتقت عنها هذه الأفلام.
ما هي الأساطير؟ غردوا معنا أو انضموا إلينا على فايسبوك أو أضيفوا تعليقاتكم في أسفل هذه الصفحة!
من أين جاءت الأساطير، متى وما أسباب نشأتها؟ الجواب بكل بساطة، نبعت منّا كبشر حاولنا أن نجد أجوبة لأسئلة مستحيلة، منذ بدء الخليقة. قبل فترة كبيرة سبقت ظهور الدين والعلم، قبل نحو 300 ألف سنة، كانت قبور الانسان البدائي تحتوي على أسلحة، وأدوات وعظام الأضحيات من الحيوانات، كما أخبرنا علماء الآثار.
وقد كتب الكاتب البريطاني كارن آرمسترونغ عن “الانسان البدائي الذي كان يدفن موتاه بعناية كبيرة، يبدو أنه تخيّل أن العالم الذي يراه أمامه ليس الوجود الوحيد” في كتاب إي شورت هيستوري أوف ميث
لذا يبدو أنه ومنذ قديم الأزمان، كان البشر يتميزون بقدرتهم على ابتكار الأفكار حول ما يتخطى تجاربهم اليومية”.
ومنذ ذلك الحين، اعتمد سكان الأرض، على امتداد العصور، طريقة فبركة الأساطير وقصص الفانتازيا للاجابة على الأسئلة المبهمة حول الحياة ما بعد الموت.
وكان المؤرخ الأميركي كينيث سي دايفيس في كتابه الذي أصدره عام 2005 قال “قبل أن تظهر العلوم وتحدث ثورتها… قبل ظهور الانجيل أو القرآن، وقبل أن يطرح داروين نظريته عن التطور البشري، وقبل العصر الحجري، وقبل أن يذهب الانسان إلى القمر – كانت هناك الأساطير”. وتابع “شرحت الأساطير نشأة الأرض، وكيف نشأت الحياة، لماذا تلمع النجوم في الليل وتتغير الفصول. كانت الأساطير طريقة إنسانية جداً لتفسير كل شيء”.
وعلى مدى الأسبوعين التاليين، ستقوم مؤسسة الدوحة للأفلام بالاحتفال بعالم الأساطير والميثولوجيا. سنقوم بتكريم قصص الماضي، والأفلام السينمائية المقتبسة عنها. من الشرق إلى الغرب، سوف نكشف لكم عن التحوير الذي جاء فيها، أي الاختلافات عن الأساطير الأصلية، والتي كثيراً ما حدثت عن قصد (فعلاء الدين مثلاً لم يكن شاباً في الـ18 من عمره من أغربا). على أمل أن تستمعوا بهذه الرحلة على البساط السحري.
في البداية، نذكر لكم بعض الشخصيات الأسطورية من ست مناطق من العالم، لكي تتعرفوا عليها أكثر:
أفريقيا
ماملامبو
يعرف بـ “مصاص الدماغ“، ويبلغ طوله 67 قدماً. هو مخلوق شرير في أساطير الزولو وجنوب أفريقيا. حين تموت ضحيته، يقوم هذا الوحش الذي يشبه الأفعى بامتصاص دماغها.
أميركا
بينغا
بينغا هي الهة الصيد والخصوبة والطب عند الاسكيمو. هي تقود أيضاً الأرواح إلى المرحلة الأولى من الحياة بعد الموت التي يطلق عليها اسم “أدليفن“، حيث يبقى الأموات هناك مدة عام قبل الانتقال إلى مراحل أخرى.
آسيا
با
تعرف أيضاً باسم نوبا، وهي الهة الجفاف الذي يأتي من الجنة، وهي الهة تتحلى بالشجاعة وترتدي فستاناً أخضر اللون. حين تظهر هذه الالهة، يحصل الجفاف.
أوروبا
أودين
بطل أسطوري اسكندنافي، وهو والد ثور ولديه أبناء كثيرون آخرين. أودين كان إله الحرب والموت والشعر والحكمة. أما أشهر ما باستطاعته عمله هو جعل الموتى يتكلمون من أجل التشكيك بأقوال الحكماء. يقال أن سانتا كلوز (شخصية أسطورية أخرى) مقتبسة عن شخصية أودين.
الشرق الأوسط
غول
كائن شرير آكل للحوم، يعيش من التهام الجثث وسرقة القبور. الغول هو شخصية وجدت في الحكايا الشعبية العربية القديمة. وقد قام الكاتب البريطاني وليام بكفورد باستخدام شخصية الغول في روايته “فاتيك“، وهو أمر حصل للمرة الأولى في الأدب الأوروبي.
أوقيانوسيا
رانجي وبابا
في أساطير الماوري (البولينيزيين، أي السكان الأصليين لنيوزيلانده)، رانجي اله السماء وبابا، اختصار لاسم باباتوانوكو، الهة الأرض، كانا ملتحمان بشدة. إنهما البطلان في أسطورة الخلق.