الصحافة

العودة الى القائمة

خبير قمرة جوسوا أوبناهيمر يستكشف طبيعة وأهداف الأفلام الواقعية ومفهوم التعاطف في السينما

10 مارس 2016

Download PDF

533 kB

تحميل البي دي أف

الدوحة، قطر، 9 مارس 2016: قدم خبير قمرة مخرج الأفلام الوثائقية المرشح لجائزة أوسكار جوشوا أوبنهايمر (“فعل القتل“، نظرة الصمت”) ندوته التعليمية في اليوم الأخير من قمرة حيث تحدث عن نظرته العميقة في صناعة الأفلام الوثائقية وتوغل في طبيعة الشهادات التي تتضمنها أفلامه.

وتناول أوبنهايمر في مطلع ندوته قراره في أن يصبح مخرج أفلام وثائقية والذي اتخذه في لحظة تجلي في شمال باكستان. بعد قضاء 6 أشهر في الهند يعمل على مشروع في كالكوتا حيث تستخدم مسارح الشوارع كأدوات للسياسيين، تجول أوبنهايمر في شمالي باكستان وعبّر عن تجربته العاطفية المؤثرة “ربما في تلك اللحظة استنتجت انه إذا أصبحت صانع أفلام وثائقية سأستطيع أن أعبّر عن هذه التجارب وأغوص في أعماقها”.

ووصف أوبنهايمر تأثير مدربه صانع الأفلام اليوغوسلافي دوسان ماكافيجيف، فقال :“لقد مزج بين الوثائقي والروائي ليترك تأثيراً أكبر ولطالما سحرت بالتقاطع بين الخيالي والواقعي”.

رشح أوبنهايمر لجائزتي أوسكار عن أفلامه الوثائقية التي تبحث في المذابح الجماعية في اندونسيا في عامي 1965 و 1966 من خلال سلسلة من المقابلات مع عدد من الرجال في المؤسسة شبه العسكرية بيمودا بانكاسيلا، حيث ناقش كيف توجه للمرة الأولى إلى اندونيسيا ليقيم ورشة عمل عن صناعة الأفلام وكيف قاده الأمر إلى رحلة امتدت لـ 13 عاماً صنع خلالها فيلمين وثائقيين.

من الجلي تماماً تحدث أوبنهايمر عن النظام في أفلامه، وذلك بفضل الأسلوب السوريالي الذي يتبعه الجناة خلال وصف وإعادة تمثيل أعمال القتل الوحشية، وهو ما بحث فيه أوبنهايمر كجزء رئيسي لفهم “كيف أرادوا تصوير الأحداث وكيف أرادوا لمجتمعهم وللعالم فهم هذه الأحداث”.

وأضاف :“لم أسأل أبداً أي من الجناة ليمثلوا أي دور أو يقوموا بأي عمل، فقد قاموا بذلك بدافع من أنفسهم. يبدأون فوراً بإخراج الماضي ووصف ما قاموا به وقد يدعونني إلى الأماكن التي جرت فيها المذابح ليظهروا لي كيف قتلوا، معتبرين أنفهسم محصنين من العقاب في كل مرة فعلوا ذلك”.

وتابع :“بدأت أدرك باني بدأت أحصل على أمر أقرب إلى التمثيل منه إلى الشهادات. الأداء والتمثيل موجه للجمهور. وهذا طرح أسئلة عمن يعتقد هؤلاء انه جمهورهم؟ كيف يريدون أن يظهروا وكيف يريدون أن يروا انفسهم وكيف في الحقيقة يرون أنفسهم؟”

وخلال مناقشته بعض المشاهد أوضح المخرج كيف تصبح الميلودراما شكلاً من العمى الأخلاقي وكيف يمكن للدراما في الأفلام الوثائقية أن تضاعف الرعب مرات عدّة. وقال :“الميلودراما شكل من أشكال الهروب الذي يأخذنا بعيداً عن الرعب الأحادي لحالة ما. إنها شبيهة بالعاطفية التي غالباً ما نقدمها بطريقة عفوية عن غير قصد في أفلامنا. إنها دائماً الهروب”.

وفي معرض حديثه التفصيلي عن هذه الفكرة، استحضر اوبنهايمر اقتباساً للمؤلف التشيكي ميلان كونديرا يتحدث عن الحزن، وكيف نبكي ونذرف الدموع عند شعورنا بالعاطفة الصادقة وكيف نبكي للمرة الثانية لأننا ندرك بأن كل العالم يبكي معاً. وأشار في هذا الصدد :“الدمعة الثانية هي الهروب من الدمعة الأولى. في عملي أحاول أن أنقل الجمهور إلى مكان يختبر فيه الدمعة الثالثة حيث يمكن تجربة مأساة الدمعة الثانية”.

وتابع أوبنهايمر متحدثاً عن المجاز :“هناك أمران يجب على المجاز القيام بهما: يجب أن يدعم أهدافه السردية، ويجب أن يتضمن الغموض. فإذا أمكن تفسيره يصبح عندها رمزاً”.

وفي نصيحته لصناع الأفلام وكيف يمكنهم أن يعتمدوا المجاز في أعمالهم قال :“عند قيامكم بالتصوير والمونتاج، يجب أن تبحثوا عن هذه الإشارات وثم تميلوا لها بحيث تنمو من خلال كامل العملية. كونك صانع فيلم، يجب ان تفكر كيف تقدم المشاهد وكيف تضع الإطار لها وكيف تصورها ثم تحدد مكانها في المونتاج بحيث لا تصبح أبداً رمزاً وتجسد المعنى الكامل للفيلم”.

خلال قمرة، كان أوبنهايمر واحداً من خمسة خبراء سينمائيين يشرفون على صناع الأفلام التي تشارك مشاريعهم في برنامج التطوير المكثف وهم: المخرج كريم سيد والمنتج جويل بيرتوسا عن مشروع “أغنوس داي“، المخرج إليان الراهي والمنتج لارا أبو سفيان عن مشروع “العائلة الكبيرة“، المخرج زياد كلثوم والمنتج توبياس سيبرت عن مشروع “ديك بيروت“، المخرج إلياس مبروك والمنتج آية البلوشي عن مشروع “عمّي الإرهابي“، والمخرج رائد عدنوني والمنتج بالمير بادينير عن مشروع “صيد الشبح”.

وشارك أوبنهايمر إلى جانب أربعة خبراء سينمائيين في قمرة هم كاتب السيناريو والمخرج والمنتج الاميركي جيمس شاموس، والمدرب التركي الفائز بجائزة السعفة الذهبية وبالجائزة الكبرى نوري بيلج جيلان، الكاتبة والمخرجة اليابانية ناوومي كاواسي والخبير السينمائي الروسي ألكسندر سوكروف.