الصحافة

العودة الى القائمة

خبراء قمرة يناقشون أهم عناصر ضمان التمويل لمشاريع الأفلام

10 مارس 2016

Download PDF

527 kB

تحميل البي دي أف

الدوحة، قطر، 8 مارس 2016: بحث خبراء قمرة في جلسةٍ خاصة موضوع الحصول على التمويل اللازم والدعم المادي لمشاريع الأفلام، وهو الأمر الذي يعيق الكثير من الإنتاجات لصنّاع الأفلام الطموحين.

وبالنظر إلى مؤسسة الدوحة للأفلام التي أرست نموذجاً في تقديم الدعم لصنّاع الأفلام العرب بالإضافة إلى تكريس صندوق دعم للمخرجين القطريين، ناقش خبراء الصناعة رؤاهم لصناع الأفلام الواعدين حول تأمين التمويل للسينما المستقلة في العالم العربي.

وقدّم خليل بنكيران، رئيس قسم المِنح في مؤسسة الدوحة للأفلام، نظرة تفصيلية عن برنامج المنح وأوضح أن الهدف هو تطوير المواهب الجديدة من خلال إعطاء الأولوية للمشاريع التي تركز على نشر رواية القصص الأصلية.

وقدمت مؤسسة الدوحة للأفلام حتى اليوم الدعم لأكثر من 250 فيلماً لتضع المؤسسة كداعم لمشاريع الأفلام النوعية حول العالم. منذ 2010 قدم قسم “صنع في قطر” الدعم لأكثر من 65 فيلماً 40 منها لصنّاع أفلام قطريين. كما يوفر صندوق الفيلم القطري الدعم لصناعة السينما القطرية من خلال تمويل تسعة أفلام قصيرة وأربعة أفلام طويلة قيد التطوير.

وشارك في الجلسة كل من إنتشال التميمي رئيس سند، جاين ويليامز مدير التواصل السينمائي في دبي، ريما المسمار نائب المدير ومدير البرامج السينمائية في الصندوق العربي للفنون والثقافة، حيث قدموا رؤاهم حول كيفية التمويل.

وأكد الجميع على أهمية قيام مؤسساتهم بدعم الأفلام من المنطقة من ضمنها الأفلام القصيرة والوثائقية والطويلة ووضع آليات تمويل خاصة للإنتاج وما بعد الإنتاج.

تأكيداً على طبيعة المنافسة في ظل عدد الأفلام المقدمة والتي يزيد عددها كل عام، قدم الخبراء نصائح مهمة لضمان حصول الطلبات على الإهتمام الذي تستحقه.

وقال بنكيران ““عدد المشاريع الجيدة التي تقدم للتمويل تزدادُ في كل عام. من المهم أن يكون مشروعك مقدماً بشكلٍ جيد ليُقبل من الآخرين. لكن عدم الحصول على تمويل لا يعني أن مشروعك سيء، لأن هناك عدة أعمال إستثنائية رائعة قُدِمت للحصول على الدعم”.

وأوضح بنكيران أنه من المهم بأن تكون الطلبات جذابة من الناحية البصرية. “التغليف البصري الجيد للطلب لا يضمن التمويل لكن الإهتمام بالشكل مؤشر جيد للتحضيرات المناسبة للمشروع. لا يتم رفض أي مشروع جيد عند التقديم ولكن من المهم أن تُظهر الإحترافية”.

بدورها أشارت ويليامز إلى قيمة البساطة في تقديم المقترحات. “كن متأكداً من الترجمة الجيدة للنص. قدِم أفلام تظهر خبرتكَ في هذا المجال وأشرح عن معالجة النص الذي تخطط له. وتأكد من أن قصصك كاملة، فالكثيرون يميلون بأن لا يقدموا التشويق على أمل أن ذلك يزيد من فضول اللجنة الممولة. إنه مفهوم خاطىء. اللجنة تحتاج إلى معرفة كامل القصة. الوثائق المساندة منها ككلمة المخرج وغيرها أيضاً تزيد من الفرص”.

وأكدت ريما المسمار على الحاجة لتقديم نص قوي ومقاربة جيدة للمعالجة البصرية، وهي إعتبارات مهمة في إختيار الأفلام للتمويل والدعم. وأضافت “كن دقيقاً جداً وقدم عناصر بصرية تساعد وكالات التمويل على تحديد أهمية المشروع.”

وقد أُختير في قمرة 23 فيلماً طويلاً و 10 أفلام قصيرة في مختلف مراحل الإنتاج. وحظي القيمون على المشاريع المختارة بفرصة الإستفادة من تجربة خبراء قمرة والتوجيه ولقاءات الأعمال مع خبراء دوليين.

صانع الأفلام القطري جاسم الرميحي، مخرج فيلم “شجرة النخيل” (قطر، لا حوار، 2015) عرض فيلمه في قسم “أصوات جديدة في عالم السينما” في قمرة، وقدم مشروعه الثاني “عامر: أسطورة الخيل العربية” ليحظى بالتوجيه في قمرة. وقال الرميحي “أتطلع بشوق لمعرفة آراء الخبراء بعد أن حضروا المونتاج الأولي، أعرف أنه هناك بعض الاخطاء، ولكن هذا سيساعدني في الدخول إلى مناقشات بنّاءة تعزز مشروعي في المستقبل”.

بدوره قال حافظ على علي الذي يشارك في قمرة بفيلمه الروائي الطويل “البحث عن دانة النجوم“، بأن قمرة يساعده في الإستفادة من آراء الخبراء القيمة. “يقرأون النص ويراجعونه وعندما تناقش أفكارك مع المنتجين والكتاب، تكتسب الرؤى التي تساعد على أن يكون عملك أكثر نجاحاً”.

الفيلم الروائي القصير للمخرج القطري عبدالله الملا “أريد أن أشعر بما أشعر به وأنا نائم” هو واحد من مشاريع قمرة أيضاً. يقول الملا :“اللقاءات في قمرة كانت مثمرة ومفيدة. هذه الإستفادة غير متوفرة في المهرجانات السينمائية، وفي هذه اللقاءات والجلسات يمكنك فقط مشاركة معارفك مع الخبراء وهذا سيساعدك على تطوير مشروعك”.

تشارك كلير دوبن، مستشارة نصوص من أستراليا، في قمرة للعام الثاني على التوالي. وقالت “الجزء المثير في قمرة هو أن القصص التي تسرد لا مثيل لها في مكان آخر. الناس حول العالم متعطشون لمعرفة ما يجهلونه وقمرة تملك هذه القصص. وتوفر قمرة للمشاركين فكرة مهمة عن كيفية عمل هذه الصناعة. وقد كان من الصعب إقامة إستشارات النصوص خارج قمرة لأن المشاركون يتعلمون الكثير من الأمور في الوقت نفسه. إنها فرصة مذهلة لصنّاع الأفلام”.

بدوره قال كارلو تشاتريان المدير الفني لمهرجان لوكارنو السينمائي :“أنا مسرور جداً لتنظيم هذا الحدث. إنه مزيج رائع لخلق مجتمع يثري معارف المشاركين. التنوع الذي أراه هنا هو ما أتطلع لأراه في السينما، ويعطيني تجربة إنسانية للتفاعل مع صنّاع الأفلام لفترة أطول من الوقت لفهمهم وفهم أفلامهم”.

وختم ماثيو داريس المدير الفني لإستديو تورينو للأفلام بأن المهرجان يوفر منصة مثالية للإطلاع على كل ما يدور في أروقة الصناعة. وهذا هو الفرق الجوهري عن المهرجانات السينمائية الأخرى”.

بدورها أوضحت فيوليتا بافا، مبرمجة في مهرجان بيونس أيرس السينمائي الدولي أن قمرة فريد من نوعه كونه المكان الحقيقي الذي يناقش السينما بحق. وختم :“لا يوجد أفلام أو مسابقات بل تقابل أناس من نفس مجالك وهذا بحد ذاته فريد من نوعه”.