المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: مالك بن جلول

19 مارس 2013

ضمن عروض الأفلام الوثائقية التي تقدمها مؤسسة الدوحة للأفلام من مختلف أنحاء العالم على مدى أسبوعين، قام فريق التحرير بالمؤسسة بمقابلة المخرج المميز “مالك بن جلول “ الحائز على جائزة أوسكار. ساعد الأسلوب الروائي الذي يتبعه بن جلول في فيلمه “البحث عن رجل السكر” في الحصول على عدة جوائز، ليس فقط جائزة الأوسكار إنما جوائز أخرى عظيمة. قبل فوزه الكبير، حضر مالك مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي 2012 وعلم بأن فيلمه فاز بجائزة الجمهور في المهرجان. لحسن الحظ تمكنا من رصد ردة فعله وطرح بعض الأسئلة حول فيلمه الذي فاجأ العالم.

مؤسسة الدوحة: كيف اكتشفت ظاهرة رودريغز؟
مالك بن جلول: لقد تركت عملي مع شبكة تلفزيونية سويدية وذهبت في رحلة سفر حاملاً كاميرا لمدة ستة أشهر. كنت أبحث عن قصص في افريقيا وأمريكا الجنوبية، فزرت ستة عشر بلداً من بينها جنوب افريقيا حيث قابلت “سكّر” الموجود في الفيلم. عندما اكتشفت القصة كنت مندهشاً واخذت القصة وقتاً لتتبلور في رأسي. في الأصل كان الفيلم ليمتد لسبع دقائق ليعرض على التلفزيون. ولكن القصة كانت تحتوي على الكثير، كانت حساسة وأدمعت عيني، ويالتالي كان لدي لأول مرة قصة لا يمكنني روايتها في سبعة دقائق.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كان هذا أول فيلم طويل لك، ما هي التحديات التي واجهتها عند صناعة هذا المشروع؟
مالك بن جلول: كان رودريغز رجل صعب، لم يحب الكاميرا كثيراً، والعمل مع شخص لا يحب الكاميرا يشكل تحدياً كبيراً لصانع الفيلم. ولكن في النهاية، كانت النتيجة رائعة لأنه يحافظ على هذا الغموض. كان رجلاً رائعاً لم يحاول ان يكون صعب المراد – ولكن الحقيقة هي انه لم يحب الكاميرا.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ألهذا استخدمت لقطات تصوير اهتزازية لتصويره خلال سيره؟
مالك بن جلول: بالضبط، كل ما كان يقوم به بالأساس طوال هذه السنوات هو السير. كل من تحدثت اليهم في الشارع كان يعرفه بالرجل الذي يمشي، ولا أحد يمشي في هذه الشوارع هنا. كان الناس دائماً يرون رودريغز يمشي على قدميه، أحيانا في أسوأ مناطق ديترويت.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تشعر عندما تأخذ قصة رجل ميت وتعيده إلى الحياة؟
مالك بن جلول: الشعور رائع. أشعر احياناً بأن اكتشافه كان سيحدث بكل الأحوال لأن أغانيه رائعة. من المستحيل أن تبقى أغانيه مخفية لوقت طويل. إن أردت أن أعيد الفضل لشيء ما فهو أنه يحدث الآن في هذا الوقت. إنه في السبعين من العمر، الزمن قد تأخر لكنه قادر على القيام بجولة والحصول على المكافآت والتقدير. ظهر في برنامج ديفيد لاترمان أمام 5 مليون شخص. ولكن في العام الماضي في أميركا، لم يتعرف عليه جيرانه حتى – إنه أمر جميل.

مؤسسة الدوحة للأفلام: اللقطات في الفيلم ظهرت بشكل مذهل، ما الذي ألهمك لهذا النوع من التصوير؟
مالك بن جلول: الموضوع هو التقاط بعض السحر بالكاميرا، تصور الكثير ثم تجلس إلى طاولة المونتاج وترى أين هو السحر، إنه في هذه الثواني القليلة التي تحدث فيها الأشياء. لم يكن معي الكثير من المال لذلك حاولت استخدام صور المدن والطبيعة واللقطات الخارجية وهي بالطبع دائماً مجانية. حاولت أن التقط الرومنسية في المدينة. وعملنا على نطاق واسع حول كيف كانت المناظر الطبيعية ملتصقة ببعضها البعض. وقمنا بالتركيز على هذا بتصوير الفيلم في ديترويت في الشتاء وفي جنوب افريقيا في الصيف.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تشعر بعد فوزك بجائزة الجمهور وكيف ستؤثر على صناعة الأفلام الخاصة بك؟
مالك بن جلول: إنه شعور عظيم! يشرفني ذلك وأشعر بالسعادة. إنها أشياء جميلة ومجنونة. إنها جائزة كبيرة وتساوي عمل سنة كاملة. استطيع أن أصنع فيلماً آخراً بهذا المبلغ.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كان هذا أول عمل لك حيث تقوم بعملية التحريك في الفيلم، هل كانت العملية صعبة؟
مالك بن جلول: لم أستطع أن ارسم، لم أثق بنفسي أبداً في الرسم وكانت اسوأ مادة لدي في المدرسة. كانت بالفعل لحظه سيئة جداً عندما قال لي الممول بأنك لن تحصل على الأموال التي وعدناك بها. قلت له “لقد وعدتني” وهو قال “لن تحصل عليه”. لقد صرفت جميع أموالي وكنت غاضباً. بعد أسبوع ظهر يوم الجمعة بالضبط، أدركت بأن رسامي الصور المتحركة يحتاجون دائماً إلى صور. ويمكنهم الرسم باستخدام اليد. اخذت البوم الصور المفضل لدي وبدأت الرسم عليه ونجحت. شعور الإستقلال هو اول شعور الذي يجعلك سعيداً، أن لا يتحكم بك أحد أو أي شيء. كان هذا المفهوم فكرة مهمة في صناعة الأفلام و تعلمت كيفية عملية التحريك.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ماذا يمكن ان يفعل الجمهور لمساعدة الرجل الذي ضحى بحياته من أجل الموسيقى؟
مالك بن جلول: الخروج والإستماع. البحث عن البوماته واخبار الجميع عنها. الأشخاص الذين تخبرهم عن موسيقى رودريغز غالباً ما يشكرونك لأن الموسيقى جميلة، جميلة جداً.

ما الذي يحمله لك المستقبل؟
كنت أفكر كثيراً وبدأت بكتابة أربعة أشياء حتى الآن. وبعدها بأسبوع أو اثنين والقيام بالكثير من العمل، أضعت كل شيء. الآن أحاول الحصول على مزيد من الوقت للعمل على فكرة والإنتهاء منها. أظن أنني سأصنع فكرتي التالية على نمط “رجل السكر“، وهو السفر من أجل اكتشاف قصة فريدة.

blog comments powered by Disqus