المدوّنة

العودة الى القائمة

أهل السينما: يوفانكا فوكوفيتش

05 مارس 2013

حاورتها ريم شدّاد

ترجمة عروبة حسين

تعرّفت على أعمال يوفانكا فوكوفيتش منذ عام تقريباً، حين ازداد هوسي بأفلام الرعب. ربما من الجدير أن ألفت أنظاركم إلى طفرة نسائية حديثة في عالم أفلام الرعب، من مخرجات ومصوّرات وممثلات إلخ. منذ ظهور الروائية ماري شيلي عرّابة الرعب، توالت النساء اللواتي كانت لديهن علاقة بهذا النوع السينمائي، كالممثلة جايمي لي كورتيس والأختين سوسكا وبريوني كيد وفوكوفيتش نفسها. وهكذا لم يعد نادي أفلام الرعب مقتصراً على الرجال فقط.
تحرص فوكوفيتش على إبقاء العنصر النسائي فاعلاً في هذا الاطار، فلديها فيلم حالي قصير يقوم بجولة المهرجانات العالمية، وعدد من المشاريع قيد التنفيذ وأخرى تحضّر لها. أجريت حديثاً خاصاً مع سيدة الرعب الأولى، وإليكم التفاصيل:

مؤسسة الدوحة للأفلام: أخبريني باختصار عن نفسك؟

فوكوفيتش: أنا كاتبة، وصانعة أفلام وصحافية وفنانة وأم.

مؤسسة الدوحة للأفلام: لماذا هذا التركيز على أفلام الرعب؟

فوكوفيتش: في فيلم “آيليان 3” تقول ريبلي: “لقد كنت في حياتي لفترة طويلة ولا أستطيع أن أتذكر أي شي آخر“، أنا أشعر هكذا تماماً. منذ نعومة أظافري تجذبني الوحوش وأفلام الرعب والخيال الأسود. منذ بدأت أمسك بالقلم وأنا أرسم المخلوقات؛ جدران غرفتي كانت مغطاة ببوسترات أفلام ومجلات الرعب. تقول أمي إني لطالما كنت كذلك. ليس لدي أعمام وخالات عرفوني على هذا النوع من الأفلام. لقد عثرت عليها بنفسي. منذ كنت طفلة وأنا أعاني من الأرق، وكان والداي يسمحان لي بالسهر على التلفاز لأنه سيساعدني على أن أغفو وأنا على الكنبة. لم يكونا يعرفان أني كنت أسهر طوال الليل أشاهد أفلام الرعب على القناة الكندية. ثم أصبحت مديرة مجلة الرعب “رو مورغ“، وصرت أكتب روايات الرعب والآن أقوم بصناعة أفلام الرعب.

مؤسسة الدوحة للأفلام: البداية كانت مع المؤثرات الخاصة، لماذا انتقلتِ للاخراج؟

فوكوفيتش: كنت أعمل في التلفزيون الكندي. درست الطب الشرعي في الجامعة وبسبب ذلك تراجعت مواهبي الفنية. حين تخرّجت قررت أن ممارسة الطب الشرعي ليس هدفي في الحياة. أردت أن أتعلم الاخراج من بداية السلّم. عملت في مجال المؤثرات البصرية. كان الأمر رائعاً، حتى أني فزت بجائزة كندية، لكني في الحقيقة كنت أريد أن أروي القصص. أردت أن أكتب وأخرج. لذلك حين عرضت علي وظيفة مجلة الرعب، فكرت أنها طريقة جيدة لتحضير نفسي من أجل الاخراج وتأليف القصص. وهكذا خضت في مراحل كثيرة قبل وصولي إلى مرادي.

مؤسسة الدوحة للأفلام: كيف تقيّمين دور المرأة في أفلام الرعب؟

فوكوفيتش: إني امرأة أعمل في مجال الرعب منذ سنوات عديدة لذلك تسعدني كثيراً رؤية نساء غيري يعملن في هذا المجال المقتصر على الرجال. أحيي هانا نوروتيكا على ابتكارها مناسبة “فبراير شهر النساء العاملات في أفلام الرعب” لكننا لسنا بحاجة لشهر للاحتفاء بجهودنا.

مؤسسة الدوحة للأفلام: في صفحتك على فيسبوك تذكرين غالباً أسماء راي برادبوري، كلايف باركر وجورج روميرو. هل لأنهم مصادر وحي لك؟

فوكوفيتش: أعرفهم شخصياً وهم بالطبع يشكلون مصدر وحي بالنسبة لي. إنهم يعملون وفق قوانين خاصة بهم لهذا أكن لهم احتراماً كبيراً. كلايف يكتب على ذوقه، وجورج يصنع الأفلام التي يريدها كما أنه الألطف على الاطلاق. يلهمني كل شخص يعيش وفقاً لقوانينه الخاصة.

مؤسسة الدوحة للأفلام: اختير فيلمك القصير الأخير “العصفور السجين” للتوزيع العالمي. أخبرينا قليلاً عن غييرمو دل تورو منتجه المنفذ.

فوكوفيتش: التقيت به عبر المجلة التي كنت أحررها. أخبرته أنني أنوي صناعة الأفلام ولأنه بالغ اللطافة قال لي: إن احتجت أية مساعدة، أنا جاهز”. وبعد سنوات، حين أردت العمل على هذا الفيلم القصير، طلبت مساعدته ونفّذ وعده لي وساعدني. أقدر له كثيراً ثقته بي. أحبه كثيراً. الفضل يعود له في نجاح فيلمي.

On the set of ‘The Captured Bird’

مؤسسة الدوحة للأفلام: يبدو شهر مارس شهر أفلام الرعب، فلدينا إصدارات حديثة مثل “ستوكر“، “ألف باء تاء الموت“، و“ذا لاست أكزورسيست”. ما الذي تتطلعين إلي مشاهدته؟

فوكوفيتش: مارس ليس أفضل مواسم الاصدارات السينمائية عادةً. فبراير هو الأسوأ لكن مارس ليس أفضل منه. إنه أسوأ وقت في السنة وتنزع الاستديوهات إلى إصدار الأفلام التي لا تعوّل عليها كثيراً في هذه الفترة. قد تكون بينها أفلام جيدة. أتطلع فعلاً لمشاهدة “ماري الأمريكية“، الفيلم الروائي الثاني للأختين سوسكا. إنه فيلم ممتاز. أيضاً “بيزانطيوم” فيلم مصاصي الدماء للمخرج نيل جوردن الذي سيصدر هذه السنة. شاهدته في مهرجان تورونتو العام الماضي وأحببته كثيراً. ماذا أيضاً؟ كيف لي أن أنسى فيلم “باسيفيك ريم” للمخرج غييرمو؟

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو فيلمك المفضل؟

فوكوفيتش: “الشيء” للمخرج جون كاربنتر (1982) لأنه فيلم رائع. لا أمل منه. ليس هناك نساء في هذا الفيلم، ولا إراقة كثيرة للدماء. إنها قصة مصنوعة بشكل جيد.

مؤسسة الدوحة للأفلام: ما هو جديدك؟ فيلم رعب تجري أحداثه في الصحراء العربية؟

فوكوفيتش: فكرة جيدة! هل تعرفين أحداً مستعد لدفع خمسة ملايين لتمويله؟ (تضحك). حالياً أعمل على فيلم قصير لمسابقة “مخرجون صاعدون” في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي. أنهيت كتابة رواية رعب منذ فترة قصيرة. كما أني أحضّر لفيلم وثائقي حول الحياة والموت وعلاقتنا بأجسادنا. أيضاً أقوم بتأليف فيلم رعب روائي سأخرجه في القريب العاجل.

blog comments powered by Disqus