المدوّنة

العودة الى القائمة

يعرض الآن في الدوحة : أولمبوس هاز فولن

22 مارس 2013

بقلم: نيكولاس ديفس

يسمون هذا الفيلم “الموت القاسي في البيت الأبيض“، وهم على حق.
في الحقيقة، تلخص هذه العبارة مضمون الفيلم دون الحاجة لكثير من الشرح.

إذا كنت من عشاق هذا النوع من الأفلام، وأنا منهم، فالفيلم ممتع بامتياز. لنوجز القصة كالتالي: مايك بانينغ (جيرارد باتلر)، عميل رفي فيع المستوى الخدمات السرية، يتعرض لفضيحة مع الرئيس الاميركي بن آشر (آرون إيكهارت). كانغ (ريك يون)، إرهابي من كوريا الشمالية يبحث عن الإنتقام جراء أضرار شخصية وسياسية، يجمع مجموعة مسلحة ويقوم باختطاف جريء وناجح للغاية للبيت الأبيض، فيأخذ العميل المذكور على عاتقه إنقاذ رئيس وابن رئيس الولايات المتحدة الاميركية بنفسه ولوحده، ولماذا لا، ربما ينقذ بهذا كوكب الأرض كله. ولا بد من ذكر أن بانينغ يعاني من علاقة متأزمة مع زوجته.

ربما أكون ساخراً في كيفية تلخيص الفيلم بهذه الطريقة، لكن فيما يتعلق بالحبكة الدرامية وتطور الشخصيات ونقاط الحبكة، فإنه لا يوجد الكثير من الأمور الجديدة التي يمكن التحدث عنها.

ما أجده مثيراً هنا هو المبالغة في بعض عناصر الفيلم، فأنا أعاني من بعض أحلام اليقظة للناقد التي ربما أقرت علي أكثر من متابعتي للأحداث. نحن نتكلم هنا عن أسماء كبيرة، وفي النهاية، ينضم لباتلر وإيكهارت كل من مورغن فريمان، ميليسا ليو، ديلان ماكديرموت وانجيلا باسيت. وأود أن أعتقد بأن هؤلاء يحاولون القيام بأمر ما ذكي.

هناك العنف الحاد. فأصوات الرصاص المنبعثة من البنادق الآلية تقطع على أهالي واشنطن لحظاتهم الهادئة. إطلاق النار الكثيف والمصابون يملأون المكان، بينما تشاهد السكاكين، والاعناق المكسورة والقتال الجسدي المتلاحم في كافة الأوقات والأمكنة. إلى حانب هذا، هناك بعض المعلومات التي يتم الحصول عليها من خلال التعذيب، سواء من قبل بطل الفيلم أو المختطف.

البطولة تظهر في البحر أيضاَ حتى للاميركيين. إذا شاهدنا فيلم “نجوم وأوشام” حيث تترك طلقات الرصاص حفراً كثيرة في الأرض، سنعلم ان هذا المشهد مشابه للبيت الأبيض المدمر والذي يذكرنا أيضاً بفيلم “رفع العلم على آيو جيما”. في المقابل، تعيد وزيرة الدفاع (أداء ممتاز من ليو) مبايعة التحالف حين تسحب من القبو في البيت الرئاسي وهي تركل وتصرخ. ثم هناك الميلودراما لانهيار معلم واشنطن والدمار التدريجي للبيت الأبيض والمكتب البيضاري وغرفة نوم لينكولن. ولا يجب ان ننسى بأن القرار البديهي للقائمين على السلطة هنا هو: هل تساوي حياة الرئيس قيمة حياة السكان لكامل شبه الجزيرة الكورية او لا؟

وماذا عن الصداقة بين مايك وبن؟ إنها تتدهور إلى فتور وشلل كامل، حتى بالرغم من أن الإثنين بالكاد يظهران معاً على الشاشة. وهناك الطريقة التي تظهر بأن الإرهابيين دائماً ما يستقبون الأميركيين بخطوتين على الأقل، وغرافيكس الكمبيوتر التي تجعل من الولايات المتحدة الاميركية تبدو وكأنها بانتظار انهيار نووي.

لذلك، ربما يبدو أن الفيلم يتضمن بطريقة مبطنة بعض النقد لاميرما. يمكن بالتأكيد أن يكون الحوار بهذا الشأن مفيداً، وإن كانت الحقيقة معاكسة لهذا الامر فإن الفيلم لا يزال قوياً بالقدر الكافي. في المحصلة، الفيلم يتميز بالأداء الجيد للممثلين وبمشاهده المضحكة في بعض الأحيان (في النهاية هذا تنتظره من هذا النوع من الأفلم)، لكنه ضعيف فيما يتعلق بالرسوم المحركة بالكمبيوتر. وسنرى قريباً إذا كان هذا الفيلم سيبقى في ذاكرة المشاهدين أو سينتهي به المطاف في النسيان.

video#1

blog comments powered by Disqus