بقلم ريم صالح، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: مهمة مستحيلة: بروتوكول الأشباح
إخراج: براد بيرد
بطولة: طوم كروز ، جيريمي رنر، بولا باتون وسايمون بيغ.
النوع: أكشن، مغامرة، إثارة.

إنها المرة الرابعة التي يحالف بها الحظ الجزء الأخير من سلسلة أفلام التجسس، لا سيما أنه شمل فريقاً رائعاً من الممثلين، والخدع السينمائية التي أخذت البطل إيثان هانت (توم كروز) إلى دبي، وتضمنت الكثير من المواقف الكوميدية.

الجزء الرابع من سلسلة أفلام مهمة مستحيلة، هو فيلم الأكشن الأول الذي يخرجه براد بيرد. فلقد فاز بجائزتي أوسكار عن فيلمي الرسوم المتحركة “راتاتوي” و“ذي إنكرديبلز“، وانضم إلى النجم والمنتج السنيمائي توم كروز، لصنع فيلم المغامرات هذا الذي يستمر ساعتين و13 دقيقة.

الفيلم مقتبس عن مسلسل تلفزيوني أميركي اشتهر في الثمانينات، يحمل العنوان ذاته الذي روى قصة المهمة لعملاء حكوميين أميركيين سريين، والتي تعرف بقوات المهمات المستحيلة ()”:http://en.wikipedia.org/wiki/Impossible_Missions_Force (IMF).

والآن، نشاهد توم كروز يعود للظهور بدور العميل إيثان هانت Agent هانت الذي يقود عملية سرية في موسكو. فبعد تفجير إرهابي في الكرملن، ينطلق العميل إيثان هانت في عملية سرية بموسكو. ويعتبر الروس هذا الاعتداء هجوماً حربياً عليهم، وتلجأ للطلب من أميركا بإطلاق عملية سوداء تحت اسم “بروتوكول الأشباح“، متجاهلةً بذلك فريق الجواسيس الخاص بها، والذي يجبر على العمل خارج إمرة وكالته، وبدون أي نوع من الدعم، مما يجعل المهمة أكثر صعوبة. أما المهمة فهي تحديد الجهاز المخابراتي الحقيقي وراء تفجير موسكو، أو بعبارة أخرى، تحديد الأشرار.

لا شك أن الممثل اللامع والموهوب فيليب سايمور هوفمان، الذي لعب دور أوين ديفيان في الجزء الثالث لمهمة مستحيلة، هو البطل الروسي الشرير الأكثر روعة. كما أن مايكل نيكيفست، الذي يلعب دور هندركس في الجزء الرابع، فأداؤه رائع أيضاً. غير أن شخصية غريم البطل، التي اعتدنا رؤيتها في هذا النوع من الأفلام، هي شبه غائبة. فلقد تحول التركيز إلى مشاهد عنف شديدة، والأدوات المتطورة (لكن ليس بقدر تطور الأدوات التي استخدمها بطل فيلم 007)، وبالطبع الكثير من السيارات الرياضية، التي جعلت الفيلم، كالعادة، ساحة كبرى للاعلانات.

الجدير ذكره، ان العناصر الجديدة التي أضيفت إلى هذا الجزء، فصلته عن سابقيه. فالممثل الأسطوري أنيل كابور يظهر في الفيلم، وهناك عنصر الكوميديا بفضل سايمون بيغ، الممثل الانكليزي الذي يلعب دور مهووس حاسوب مجتهد.

أما بالنسبة للمشاهدين في المنطقة، فإنه من الصعب ألا يستمتعوا بالمشاهد التي تم تصويرها في الشرق الأوسط. فقد تم تصوير العديد منها في دبي، كما أنه يتم ذكر المدينة كثيراً في الفيلم. كما نرى توم كروز يقفز من أعلى برج خليفة، أطول مبنى في العالم، والحركة الأخطر التي قام بها حتى تاريخه. وقد كان صرّح الممثل الشجاع أنه لم يكن خائفاً من القفز، بل كان خائفاً من السقوط. فجاءت النتيجة خاطفة للأنفاس، ولحظة تاريخية للخليج.

ولذلك، شهد الفيلم عرضه الأول في مهرجان دبي السينمائي الدولي الثامن.

لا بد أنه منذ عشر سنوات مضت، كان إقناع توم كروز بالتصوير في الشرق الأوسط، شيئاً بعيد المنال. والأسوأ من ذلك، أننا لم نكن نتوقع مجيء نجوم بهذا الحجم إلى مناطقنا. نحن نشهد اليوم مد جسور غير مسبوقة من التبادلات الثقافية عبر السينما، حيث بات منتجو هوليوود يأخذون بعين الاعتبار بعض المواقع في المنطقة، من أجل أفلامهم الضخمة. نذكر من هذه الأفلام، الفيلم الحائز على جائزة أوسكار “هورت لوكر” الذي تم تصويره في الأردن، و“الذهب الأسود” من بطولة أنطونيو بانديراس الذي تم تصوير أجزاء منه في قطر، والآن مهمة مستحيلة في دبي.

وبإمكاننا القول إن مشاهد الأكشن مبتكرة، مثيرة ومثيرة للاعجاب أكثر من أي وقت مضى. أما الممثلين فهم مضيئين، وتوم كروز يعود للعب شخصية تليق به كثيراً. لقد شاهدناه في مجموعة متنوعة من الأدوار مؤخراً، ومن المثير للاهتمام مشاهدة دوره في الفيلم الغنائي “روك أوف إيجز“، الذي سيصدر هذا الصيف.

أما نقظة الضعف الوحيدة في الفيلم فهي مدته. فبالنسبة لهذا النوع من الأفلام، من المرهق أن تكون المدة أكثر من ساعتين، لا سيما أن المشاهد فيها الكثير من التفجيرات، ومشاهد تحطم السيارات، ومشاهد الملاحقات التي يقدر المشاهد على استيعابها في فيلم واحد. لكن ذلك لا يسلب الفيلم سحره. لذلك لا بد وأنه سيلقى نجاحات ضخمة على شبابيك التذاكر في العالم.

صدر الآن في صالات الدوحة، لكل من هم بحاجة لجرعة أكشن، خلال عطلة نهاية الأسبوع.