كان يوماً مذهلاً آخر من العروض والفعاليات أمس. ففي الوقت الذي كانت تهدأ فيه المشاعر الجيّاشة للجماهير إثر الانتهاء من مشاهدة الأفلام الرومانسية الغنائية، كان روّاد المهرجان يغلقون أعينهم خوفاً من المشاهد الدامية للأشرار من الأموات الأحياء.

وهكذا، دلّلتنا بوليوود اليوم، فقدّمت لنا جلسة نقاشية مع ضيوفنا للبحث في مستقبل السينما الهندية، وتحيّة خاصة إلى ياش تشوبرا تلاها عرض فيلمه الأخير حتى أتنفس في هذه الحياة وحفلة بوليووديّة خاصّة لضيوف المهرجان.

كما لا بد من وصف الأجواء التي رصدناها بعد عرض فيلم الزومبي القطري الأول الحبس. بوجوهٍ شاحبة وأجساد مرتجفة، غادر الجمهور الصالة بعد الانتهاء من عرض الفيلم. لسنا متأكدين ما إذا تمكن أي منهم من النوم بعد ذلك- لكن مما لا شكّ فيه أنهم انشغلوا في إيصاد الأبواب والنوافذ لحماية أنفسهم من المخلوقات المقزّزة التي زحفت من الصحراء باتجاه وسط مدينة الدوحة.

وكانت بعض الأفلام المعروفة تعرض على الشاشة حيث لاقت إستحساناً جيداً – كفيلم الواقع من إخراج ماثيو غارون – الذي تميّز في مهرجان كان السينمائي في بداية السنة الحاليّة بنظرته السوداويّة جداً والذكيّة لهوسنا بالمجد والشهرة – الذي يظهر أداءً رائعاً لقصة فكاهيّة. كما يعرض فيلم “الواقع” مرة أخرى يوم الجمعة 23 نوفمبر عند الساعة 09:30 مساءً في سينما مؤسّسة الدوحة للإفلام في متحف الفن الإسلامي.

كما عرض فيلم سبعة مختلون عقلياً من إخراج مارتن ماكدونا للمرة الأولى في الليلة الماضية – وكانت الصالات ممتلئة والجماهير يجلسون في الممرات لمشاهدة الأداء الرائع لكولن فاريل، سام روكويل، وودي هارلسون وكريستوفر فولكن. وقد لاقت الاستعارات المستخدمة في هذا الفيلم المصنف ضمن فئة أفلام القتلة المهووسين إنتقادات مثيرة للضحك. لكن حاول مشاهدته ثانيةّ يوم السبت 24 نوفمبر في الساعة 10:00 مساءً على مسرح الدراما في كتارا.

أمس أيضاً شهد فيلم فدائي للمخرج داميان عونيري عرضه الأخير، وفيه اقتحم المخرج خصوصية حياة عمه الأكبر الهادي، ملقياً الضوء على دوره النضالي من أجل الحرية أثناء الحرب الجزائرية. وأجاب المخرج على أسئلة المشاهدين في جلسة حوارية لمدة 45 دقيقة. تأكّد من بحثك عن هذا الفيلم إذا ما فوّته خلال المهرجان- إنها تجربة حقيقية مدهشة. وإذا كنت قد شاهدته، ننصحك بالذهاب إلى عرض يوم الخميس المجاني لفيلم جيلو بونتيكورفو المذهل، معركة الجزائر في سينما سوني المفتوحة في كتارا – الفيلمان يستحقان المشاهدة بشدة.