المدوّنة

العودة الى القائمة

الأفلام الوثائقية: سعي دائم للإنتاج والتمويل والتوزيع

18 مارس 2013

Film: 5 Broken Cameras

بقلم، شمير أليبهاي، مدير قسم الموقع الإلكتروني، مؤسسة الدوحة للأفلام

ينظر إلى الأفلام الوثائقية في كثير من الأحيان أنها ذات مستوى أدنى من أنواع الأفلام الأخرى، وأنها أفلام غير مرغوب فيها على قنوات التلفزيون ذات الميزانيات الكبيرة. فتحول هذا النوع من البرامج إلى قناة بي بي سي العالمية التي اقتصرت الأمر على عرض الحيوانات المهاجرة في صحارى إفريقيا.
أنا لا أوافق هذا الرأي أبداً.

الأفلام الوثائقية نوع قوي ومؤثر في السينما ويجب أن تعامل بالتساوي مع الأفلام الروائية في عالم صناعة الأفلام. عند المقارنة الدائمة بين هذين النوعين، نجد أن الأفلام الروائية تجعلك تهرب من الواقع، بينما تشدك الوثائقية إلى قلب هذا الواقع وإلى جوهر القضايا التي تؤثر بمجتمعاتنا.

ولهذه الأفلام القوة والقدرة على تغيير أسلوب تفكيرنا وسلوكياتنا. وإذا لم تكن الأفلام نفسها، فالمناقشات التي تنشأ عنها وتدور حول مواضيعها.

وسنكرس طيلة الأسبوعين المقبلين محتوى الموقع الإلكتروني لهذا الموضوع وأبطاله، ولصانعي الأفلام الوثائقية الذين لا يتعبون، ويقومون بشجاعة وبالرغم من كل الصعاب بصنع الأفلام ويحافظون على رؤية مهمتهم. هؤلاء هم صانعو الأفلام المسحوقون الذين يقومون بكافة عمليات الإنتاج لوحدهم، ولا يعرفون كيف يمولون أفلامهم، وإلى أين سينتهي الفيلم وكيف سيحصلون على نافذة للدخول إلى المواضيع: كل ما يعرفونه هو أن هناك أمراً ما لا بد من كشفه، وهناك قصة لا بد من إخبارها. في أفضل الحالات، لديهم نظرة للأفضل، عالم تسوده المساواة.

سنلقي نظرة على الأفلام الوثائقية التي لديها القدرة على إحداث التغيير الإجتماعي والتي تعالج مواضيع مهمة منها التغير المناخي (“حقيقة مزعجة” لديفيد غوغنهايم)، وانتشار السلاح في الولايات المتحدة (“بولينغ لأجل كولومباين” للمخرج مايكل مور)، والمظاهرات ضد الحواجز في الضفة الغربية (“5 كاميرات معطلة” للمخرج دايفد غاي).

وسننظر في تجارب صانعي الأفلام الوثائقية العربية المعاصرة ونسلط الضوء على أفضل 10 أفلام وثائقية عربية (بالتأكيد هذا حكم ذاتي على الأفلام، ولهذا إذا كنت من محبي الأفلام الوثائقية، دعنا نناقش ذلك).

ولصانعي الأفلام الوثائقية المعروفين والواعدين، سنقدم دراسة حالة عن كيفية إيجاد التمويل والتوزيع في عالم تغير كثيراً عن السابق (كان التلفزيون مصدراً موثوقاً لتمويل الوثائقيات، لكن ميزانياته الكبيرة للأفلام الروائية التي كانت تخصص في السابق للوثائقية تحولت – للأفضل أو الأسوأ – إلى أفلام الواقع التي انتشرت بكثرة في العقد الماضي). ومع هذه التغيرات، استطاع صانعو الأفلام الوثائقية التأقلم مع الوضع الجديد، واستفادوا من التكنولوجيا التي تتيح لهم جمع الناس حول قضية مشتركة – وجمع كميات قليلة من المال من كل منهم – وفي الوقت نفسه تخلق جمهوراً يساعد على نشر رسالة الفيلم.

لذلك انضموا إلينا. أخبرونا عن أفلامكم الوثائقية المفضلة. هل أنت صانع أفلام وثائقية؟ ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتك، وما هي الإنجازات التي حققتها؟

blog comments powered by Disqus