المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: فيلم مارجن كول (2011)

14 فبراير 2011

بقلم جايمس روسن، قسم وسائل الاعلام الجديدة، مؤسسة الدوحة للأفلام

المخرج: جاي سي تشاندور

النوع: إثارة

بطولة: كيفين سبايسي، جيريمي أيرونز، ديمي مور، ستانلي توتشي

إنه العام 2008، وبعد 19 عاماً من العمل المتفاني في إحدى كبريات البنوك الاستثمارية في وول ستريت، يتم تسريح المحلل الاقتصادي إيريك دايل (الذي يلعب دوره المتألق دوماً ستانلي توتشي)، ضمن الدفعة الأولى للموظفين المسرَّحين، والتي أنذرت بقدوم الركود الاقتصادي العالمي. وحين كان يهم بمغادرة مكتبه للمرة الأخيرة، يقوم بتسليم مشروع غير منته إلى أحد المحاسبين الشبان، بيتر سوليفان (يلعب دوره زاكري كوينتو)، مرفقاً برسالة قصيرة: “إحذر”. فقد كان إيريك يستخدم بعض البيانات، ويقيّم المخاطر بناءً على أصول الشركة الحالية، فبدا أنها تنطوي على العديد من الرسوم البيانية التي تشير إلى انخفاض مستمر في الأرقام. يتسلم بيتر التحليل الذي تركه له إيريك، وقبل أن نتحدث عن أية ديون كبيرة، يتوصل إلى ما لم يتمكن أحد في الشركة من ملاحظته: الشركة تمتلك كمية من الأسهم المراوغة، كافية لأن تمحوها عن الخارطة. وبعد مرور 11 ساعة، ينتشل عدد منالرأسماليين الكبار من أسرّتهم، للقاء في قاعدة الاجتماعات، من أجل تطوير استراتيجية لإنقاذ الشركة، حتى لو أدّت إلى تدمير السوق. وينضم إلى المدراء سام رودجرز (كيفين سبايسي)، وويل أمرسون (بول بيتاني)، وكيل الأسهم الطموح وغير الرحيم جاريد كوهين (سايمون بايكر)، والذي يجد نفسه في منافسة مستمرة مع الأنثى المشاكسة الوحيدة في الفيلم سارة روبنسون (ديمي مور)، لإنقاذ نفسه. كل ذلك تحت إشراف رئيس مجلس إدارة الشركة جون تولد (جيريمي أيرونز) الذي يبدو فاقداً للحد الأدنى من الأخلاقية، وهو في الحقيقة يفتقر إلى الكفاءة في عمله.

وانطلاقاً من كونه ابن أحد المصرفيين العاملين في ميريل لينش، يتلمس الكاتب والمخرج جاي سي تشاندور خطاه في هذه الأجواء جيداً، ومع أن الفيلم “مارجن كول” لن يشعركم بإثارة مستمرة، فقد نجح بأن يلقي الضوء على الغطرسة والجشع والجهل التام الذي قاد المؤسسات والاقتصاد العالمي إلى الانهيار.

في فيلم “مارجن كول“، ويخشى من أن الأمر ذاته يحصل في العالم الحقيقي، كلما ظهرت شخصيات ذات سلطات ومراكز هامة، كلما ظهر جهلها بالنظام المالي الذي يسيّر حياتها الباذخة. إحدى أهم الملاحظات في الفيلم، هي تلك التي تبدر عن جيريمي أيرونز، حين يطلب رئيس مجلس الادارة من سوليفان وهو محلل مبتدئ، أن يشرح نموذجاً رياضياً “كما تشرح ذلك لطفل صغير أو كلب صيد”. نكتشف لاحقاً أن هذا الرجل ينتج فائضاً قيمته 80 مليون دولار في السنة. قبل خمسة أعوام، كان هذا الرقم سيبدو غير قابل للتصديق، أما الآن فإنه لا يبدو مستبعداً كثيراً.

من المؤسف أنه في حالة فيلم “مارجن كول“، نعلم جميعنا كيف ستنتهي القصة، لأننا شهدنا جميعاً تطورات الأزمة منذ بدايتها، وتأثيرها على اقتصادات الدول. ويشكل هذا الأمر حاجزاً لم يستطع الفيلم تخطيه فعلياً. كان ينبغي على السيناريو فضح ديناميات السلطة غير الكفوءة في عالم الأعمال، في كل حركة يقوم بها الممثلون، وحين يتكشف لنا كيف يتم اختيار أكبشة الفداء وكيف أن الفائز في النهاية هو أكثر من يتمتع بانعدام الرحمة. ولكن إذا لم نحتسب الأجواء الفكاهية لفيلم “الشبكة الاجتماعية” للمخرج أرون سوركن، و “غلينغاري غلين روس” للمخرج دايفيد ماميت، تبدو شخصيات هذا الفيلم وكأنها لا تقوم سوى بتعنيف بعضها البعض، لملئ الوقت قبل أن يحدث ما هو متوقع.

وعلى الرغم من فريق الممثلين الرائع، والإخراج السطحي، يمكن القول إن “مارجن كول” يستحق المشاهدة، لكن حتماً كان بالامكان الخروج بدراما أفضل بكثير عن أزمة الركود الاقتصادي. على افتراض أن يتمكنوا من حل موضوع التمويل بالطبع.

blog comments powered by Disqus