المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: إسرائيل تواجه إسرائيل (2010)

21 أبريل 2011

بقلم جايمس روسن، قسم الاعلام الجديد، مؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: إسرائيل تواجه إسرائيل
العام: 2010
إخراج تيري كارلسون

عام 2007، أخرج السويدي تيري كارلسون الفيلم المعروف “أهلاً بكم في الخليل“، وهو وثائقي يلاحق ليلى، شابة فلسطينية تعيش في ظل الاحتلال الاسرائيلي للخليل، ويتابع نموها لتصبح امرأة مصممة ومتشبثة برأيها.

يعود كارلسون لطرح قضية الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي في فيلمه الأخير “إسرائيل تواجه إسرائيل“، والذي سيفتتح به مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية. هذه المرة، يثبت كاميرته على الجانب الآخر من جدار الفصل الاسرائيلي، ويذهب لملاحقة أربعة نشطاء سلام إسرائيليين، يحاولون حشد المعارضة ضد الوجود الاسرائيلي في فلسطين، كل على طريقته. أولاً إيهودا شاوول، وهو قائد مجموعة “كسر جدار الصمت“، وهي مختصة بجمع الشهادات حول انتهاكات حقوق الانسان، من أفراد الجيش الاسرائيلي؛ وهناك روني بيرلمان وهي جدة قلقة، تزور الحواجز الفلسطينية للمحاولة في مساعدة المدنيين الفلسطينيين في أسفارهم اليومية؛ ثم هناك الحاخام عارق أشرمان الذي يعمل مع الفلاحين الفلسطينيين لمساعدتهم في مواجهة الاستيطان الذي يتآكل أراضيهم؛ وأخيراً جوناثان بولاك، وهو عضو في مجموعة فوضويون ضد الجدار، يشارك في مواجهات مباشرة محاولاً منع امتداد الجدار العازل الاسرائيلي بكل ما يملك من وسائل.

video#3

أفضل مشاهد فيلم إسرائيل تواجه إسرائيل هي حين يبحث في الدوافع المختلفة لهؤلاء الناشطين الأربعة. يجدر القول إن معالجة موضوع إسرائيليين يحاربون من أجل نيل الفلسطينيين حقوقهم هي ظاهرة تستحق التوثيق، لكن كل الأفلام السابقة التي شاهدتها والتي تعالج الموضوع ذاته، أقدمت على حشد كل أطراف هذه التحركات في شق واحد، في الوقت الذي هم فعلياً شديدو الاختلاف. الحاخام أشرمان يرغم الاسرائيليين على إعادة النظر في تفسير العهد القديم أو التوراة، ويدافع عن قداسة الحياة البشرية ككل والتي تعلو مقولة حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل. أما روني بيرلمان فهي تجري محاولات يائسة لإحلال السلام، كونها مرتعبة من فكرة أن يقدم أحد يوماً ما على وضع بندقية في يد حفيدها البالغ من العمر ثلاث سنوات، ويتم إرغامه على استخدامها ضد المدنيين. في حين يريد إيهودا ببساطة أن يكسر حاجز المحرمات وفضح ما يجري في الجيش الاسرائيلي – وهي تجربة قد مر بها جميع إفراد شعبه، ولكن لم يتحدث عنها أحد في المجتمع المهذب؛ أما جوناثان فهو فوضوي ذو أسلوب خاص، ويبدو أن محاربة ومعارضة الحكومات يجري في دمه، وهو مصمم على استفزاز المسؤولين الاسرائيلين للحصول على أي ردة فعل من قبلهم، حتى لو انتهى به الأمر في السجن.

video#1

الجانب الآخر لمعالجة أربع قصص بالتوازي خلال ساعة من الوقت، هو أنها لا تمكنك من الانغماس في القصة بالقدر الذي تنغمس فيه حين تشاهد “أهلاً بكم في الخليل“، أو فيلم بدرس للمخرجة جوليا باشا، أو أحزان فلسطين للمخرجة نيدا سينوكروت. يجدر القول إن موضوعاً كهذا، بات متخماً بالأفلام الوثائقية، يجب أن يحتوي على قصة قوية جداً من أجل ألا يقع الفيلم طي النسيان، بعد أن يغادر الجمهور صالات العرض. لكن الأكيد أن فيلم إسرائيل تواجه إسرائيل ليس مملاً أبداً، وسوف يأجج الكثير من النقاشات خلال المهرجان.

video#2

blog comments powered by Disqus