المدوّنة

العودة الى القائمة

نقد سينمائي: أيرون كلاد

21 أبريل 2011

بقلم بن روبنسون، قسم التعليم بمؤسسة الدوحة للأفلام

الفيلم: أيرون كلاد
العام: 2011
إخراج: جوناثان إنغلش
النوع: أكشن، مغامرة
بطولة: كايت مارا، برايان كوكس وبول جياماتي

يحكي فيلم “أيرون كلاد” الذي بدأ اليوم عرضه في صالات الدوحة، والذي أخرجه جوناثان إنغلش، ببساطة قصة مجموعة متنوعة من الجنود الخائنين والمرتزقة، يعيشون في إنكلترا في القرن الثالث عشر الدموي، وهم يحاربون حتى الموت لإنقاذ بلدهم الذي يستعبده الملك الظالم والمجرم جون (يلعب دوره الممثل الأميركي السمين بول جياماتي). وتهاجم فرقتنا البطلة، والتي يقودها الجندي العجوز ويليام دو ألباني (يلعب دوره ببراعة الممثل المخضرم برايان كوكس)، والفارس الذي يعاني خيبة الأمل توماس مارشال (جايمس بيورفوي الذي يبذل قصارى جهده لتقليد الممثل راسل كروي)، قصر روشستر المهم استراتيجياً، وتعمد إلى قتال جنود الملك في سلسلة من المشاهد الدموية والعنيفة والتي سترضي أكثر رواد السينما تعطشاً للدماء. وهذا كل شيء كقصة..ما إذا كان الفيلم تطلب الاستعانة ببعض كتب التاريخ الانكليزي القديمة، (لكننا هنا للقتال، فلنكن صريحين).
دخلت إلى صالة السينما دون أية آمال كبيرة على فيلم “أيرون كلاد“، لأني لست من محبي أفلام حروب القرون الوسطى. أول ملاحظة لي أن التصوير كان ينقصه الحس الملحمي، وكوني صانع أفلام صاعد، عمدت فوراً إلى فبركة مشاهد بديلة عن تلك التي كانت تمر أمامي. أيضاً على لائحة ملاحظاتي، النص السينمائي، والذي يولد الشعور بأنه على بعد مسودتين من النسخة النهائية (الحوار بالتحديد بدا جامداً). لكن وعلى الرغم من هذه الثغرات، بدأت أرتاح للفيلم. وأدركت: “لم على القرن الثالث عشر أن يصور بطريقة الاعلانات اللامعة بأية حال؟”. بالطبع على الأرجح أنه كان عبارة عن مكان وسخ وغير مريح. هذه المقاربة التي تفتقر إلى التنميق (والتي تسبب بها على الأرجح خفض الميزانية)، بدأت تأتي لصالح الفيلم. وبدأ الأكشن! وعلى الرغم من أني لا أكترث لجماليات الحركة الكثيرة للكاميرا لدرجة التسبب بمعاناة للمشاهد المسكين خلال محاولته رؤية ما يحدث فعلياً – لم أستطع أن أنكر جاذبية هذه المشاهد التي تلمع فيها السيوف وعمليات القتل. ولقد استثمر المخرج إنغلش في فريق ممتاز للمؤثرات الخاصة، لا سيما وأنه صنع مشاهد رائعة لأيد وأرجل ورؤوس مقطعة، تتطاير في ما يشبه حفلات التشويه وقطع الرؤوس. أقرّ بأن هذا لا يناسب أذواق الجميع، ولكنه روى غليلي!

تم إنتاج أيرون كلاد في بريطانيا، في ظل الظروف الاقتصادية بالغة الصعوبة، خلال ارتفاع حدة الركود عام 2009، وقد كان وصف المنتج أندرو كورتيس لمجلة ماغازين، أن عملية إنتاجه “أكثر تعقيداً من خارطة مترو الأنفاق في بريطانيا” (في آخر الفيلم يتم ذكر 18 منتجاً!). ويبدو أنه كان من المخطط أن تمثل ميغان فوكس في دور البطولة ومجموعة أخرى من الفنانين الكبار، لكن حين تركت فوكس الانتاج، تم تخفيض الميزانية بشكل كبير، وتم استبدال معظم الأبطال بأسماء أقل شهرة. وعلى الرغم من هذه المشاكل، وجدت أن فريق الممثلين كان رائعاً. كجايسون فليمينغ (من فيلم لوك، ستوك وتو سموكينغ بارلز)، وجايمي فورمان (فيلم لاير كايك)، وهنا بديا أنهما يستمتعان كثيراً في موقع التصوير، كما أن أداؤهما المتقنان يلمعان حتى عبر الموت الذي يحيط بهما.

أما الحكم الذي أطلقه: إنه فيلم أكثر إمتاعاً من فيلم روبن هود الذي صدر في العام الماضي. إذا كنتم تبحثون عن ساعتين من العنف والأوحال، والأحصنة واللحى، فعليكم بفيلم أيرون كلايد، وهو الآن في صالات عرض الدوحة، وإذا لم يكن كذلك، فعليكم بفيلم آخر.

video#1

blog comments powered by Disqus