المدوّنة

العودة الى القائمة

الأفلام الوثائقية الممولة من قبل الجمهور

20 مارس 2013

Inocente

بقلم ألكسندر وود

قبل ظهور المجتمع الإلكتروني على الإنترنت، يبدو أن صفقات تمويل الأفلام كانت تجرى في الغرف الخلفية حيث يملأ دخان السيجار المكان ليحجب الرؤية عن أي فرص تمويل ممكنة. لكن الشبكة العنكبوتية جعلت هذا الأمر شيئاً من الماضي بالنسبة لصانعي الأفلام المستقلين الذين يسعون لإيصال رسالتهم وصنع أفلامهم الإبداعية بعيداً عن القيود والعوائق التي تفرضها القنوات التقليدية. اليوم توفر مواقع إلكترونية مثل Kickstarter، IndieGoGo، أفلامنا أسواقاً فريدة للمحتوى الأصلي ليطلع عليه الجمهور الذي أصبح فيما بعد مؤازراً ومستثمراً مالياً في المشروع. تساهم هذه المواقع الإلكترونية في تمويل الأفلام من قبل الجمهور وتربطه بالتالي مع صانعي الأفلام ما يؤدي إلى تآزر جميل يدعم الفن والسينما.

يتيح تمويل الأفلام من قبل الجمهور من جميع أنحاء العالم تقارب هؤلاء الممولين مع قصة تعبر عن خيالهم، سواء كانت روايات عن قوارب، شواطىء، دببة أو أي أمر آخر. ولهذا يمكن أن يشكل دعم الجمهور لمشروع ما محطة قيّمة لصانعي الأفلام الوثائقية الذين يمكن أن لا تحظى أفلامهم بنسبة عالية من الترويج قبل إتمامها. فخلال مرحلة وضع الفكرة، يمكن لصانعي الأفلام التوجه إلى إحدى المنصات الكثيرة لتمويل الأفلام من قبل الجمهور والحصول على الدعم المالي الذين يحتاجون إليه لنقل فكرتهم من الورق إلى الشاشة. يحظى صانعو الأفلام الآن بقدرة الدخول إلى عالم يتوق فيه الجمهور للمساعدة ويتيح لهم تكريس وقتهم الثمين في التركيز على إنتاج الفيلم بدل البحث عن المال اللازم للتمويل. في المقابل، تعمل معظم المواقع الإلكترونية ضمن منهج “كل شيء أو لا شيء“، ما يعني إنه إذا لم تحصل على تمويلك المستهدف، ستعود الأموال إلى الذين وافقوا على تمويل المشروع. يعدّ هذا الشعور بضرورة إنهاء الأمر بسرعة، جزءاً حيوياً من المجتمعات الإلكترونية المنخرطة في هذه العملية، وبالتالي تؤكد على الرسالة: إذا لم تساعد مشروعاً ما على تحقيق أهدافه، فسوف يموت – كما حصل مع المشروع المميز لبناء “كوكب الموت”.

تماماً مثل مشروع قلعة الدفاع الفضائي “كوكب الموت“، احتاج فيلم “البريئة” للمخرجين شان وأندريا فاين للمساعدة، فتوجها إلى موقع Kickstarter طلباً لهذا الأمر. يدور الفيلم الوثائقي القصير حول رسامة شابة وشغوفة، تجد نفسها بلا مأوى بسبب ظروف مأساوية. وسط صراعها للتعامل مع الحياة اليومية، تركز اهتمامها على فنها للمشاركة في معرض صور رفيع المستوى يمكن أن يساعدها على إطلاق مسيرتها المهنية وتغيير حياتها. خرج الفيلم إلى النور نتيجة الدعم الكبير من 294 متبرع ساهموا بجمع مبلغ 52527 دولار بهدف ضمان إكمال الفيلم.

لا يقتصر نجاح فيلم “البريئة” على عالم Kickstarter فحسب. فلقد جذب الفيلم أعين الكثيرين في مهرجان الأوسكار وأتت جهود المخرجين فاين ثمارها وأصبح فيلمهما الوثائقي أول فيلم يمول عبر Kickstarter ويفوز بجائزة أوسكار. وإذا كان هناك أي شك حول نوعية وجودة المحتوى للأفلام التي تمول من قبل الجماهير عبر الإنترنت وكفاءة هذا التمويل، فقد أثبت فيلم “البريئة” قدرته على تخطي جميع هذه المصاعب. هذا النجاح هو واحد من عدة أفلام حققت نجاحاً كبيراً في السنوات الأخيرة، بعد أن مولت من قبل الجمهور الراغب برؤية مشاريع على أرض الواقع أكثر من مجرد حصرها على مسودة في دفتر ملاحظات.

يتحول صانعو الأفلام باستمرار إلى منصات تمويل الجماهير لضمان تمويل أفلامهم وأسر جمهورهم وضمان جودة عملهم وإسعاد الناس في العالم. وسواء وجدت الإلهام في الصفات الإنسانية للرجل الوطواط باتمان، وتواصلت مع راكبي الأمواج الباردة أو تعاطفت مع صراعات الأسر في فلسطين، فإن نطاق الأفلام الوثائقية التي يمكن أن تدعمها واسع جداً. ويبدو أن الموجة الجديدة من ابتكار المحتوى تتضمن اهتمامات المشاهدين وآرائهم، وساهمت الموارد المالية إلى وجود حالة من التمازج والإندماج بين الجمهور وصانع الفيلم.

للمبدعين أو صانعي الأفلام الراغبين بالتحول إلى المجتمع الإلكتروني للحصول على مساعدة، أعدت ريم شداد من مؤسسة الدوحة للأفلام دليلاً حول كيفية ابتكار حملة ناجحة لتمويل أفلام من قبل الجمهور.

blog comments powered by Disqus